ومن ذلك انّه إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلق في صعيد، سأل الله عزوجل النبيّين: هل بلّغتم؟ فيقولون: نعم، فيسأل الاُمم فيقولون: ما جاءنا من بشير ولا نذير، فيقول الله جلّ ثناؤه ـ وهو أعلم بذلك ـ للنبيّين: من شهداءكم اليوم؟ فيقولون: محمد واُمّته، فتشهد لهم اُمّة محمد بالتبليغ وتصدق شهادتهم شهادة محمد صلى الله عليه وآله، فيؤمنون عند ذلك، وذلك قول الله عزوجل: {لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً}[2] يقول: يكون محمد عليكم شهيداً انّكم قد بلّغتم الرسالة.
ومنها انّه أوّل الناس حساباً، وأسرعهم دخولا إلى الجنّة قبل سائر الاُمم كلّها، ومنها أيضاً انّ الله عزوجل فرض عليهم في الليل والنهار خمس صلوات في خمس أوقات، اثنتان بالليل وثلاث بالنهار، ثمّ جعل هذه الخمس صلوات تعدل خمسين صلاة، وجعلها كفارة خطاياهم، فقال عزوجل: {انّ الحسنات يذهبن السيّئات}[3] يقول: صلوات الخمس تكفّر الذنوب ما اجتنب العبد الكبائر.
ومنها أيضاً انّ الله تبارك وتعالى جعل لهم الحسنة الواحدة التي يهمّ بها العبد ولا يعملها حسنة واحدة يكتبها له، فإن عملها كتب له عشر حسنات، وأمثالها إلى سبعمائة ضعف فصاعداً.
ومنها انّ الله عزوجل يدخل الجنّة من أهل هذه الاُمّة سبعين ألفاً بغير حساب، ووجوههم مثل القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على أحسن ما يكون الكوكب الدري في اُفق السماء، والذين [قلوبهم][4] على أشدّ كوكب في السماء