responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إرشاد القلوب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 2  صفحة : 311
دينك الجزية وهم صاغرون، {ولقد رآه نزلة اُخرى عند سدرة المنتهى * عندها جنّة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى * لقد رأى من آيات ربّه الكبرى}[1].

فهذه أعظم يا أخا اليهود من مناجاته لموسى على طور سيناء، ثمّ زاد الله محمداً صلى الله عليه وآله ان مثّل النبيّين فصلّى بهم وهم خلفه يقتدون به، ولقد عاين تلك الليلة الجنّة والنار، وعرج به إلى السماء[2] فسلّمت عليه الملائكة، فهذا أكثر من ذلك.

قال اليهودي: فإنّ الله عزوجل ألقى على موسى محبّة منه، فقال له عليّ عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه وآله ألقى عليه محبّة منه فسماه حبيباً، وذلك انّ الله جلّ ثناؤه أرى ابراهيم صورة محمّد واُمّته فقال: يا ربّ ما رأيت من اُمم الأنبياء أنور [ولا أزهر][3] من هذه الاُمّة، فمن هذا؟ فنودي: هذا محمد حبيبي، لا حبيب لي من خلقي غيره، أجريت ذكره[4] قبل أن أخلق سمائي وأرضي، وسمّيته نبيّاً وأبوك آدم يومئذ من الطين ما أجريت فيه روحاً، ولقد ألقيت أنت معه في الذروة الاُولى، وأقسم بحياته في كتابه فقال عزوجل: {لعمرك انّهم لفي سكرتهم يعمهون}[5] أي وحياتك يا محمد، وكفى بهذا رفعة وشرفاً من الله عزوجل ورتبة.

قال اليهودي: فأخبرني بما فضّل الله به اُمّته على سائر الاُمم؟ قال عليّ عليه السلام: لقد فضّل الله اُمّته صلى الله عليه وآله على سائر الاُمم بأشياء كثيرة أنا أذكر لك منها قليلا من كثير، من ذلك قول الله عزوجل: {كنتم خير اُمّة اُخرجت


[1] النجم: 13-18.

[2] عرج به إلى سماء سماء.

[3] أثبتناه من "ب".

[4] في "ج": أحببته.

[5] الحجر: 72.

اسم الکتاب : إرشاد القلوب المؤلف : الديلمي، حسن بن محمد    الجزء : 2  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست