له على ذلك، فلما وجد خلوة حمله معه إلى مكة فاستقبله الناس و كانوا يطلبونه في كل يوم لا يعلمون إلى أين قصد، فلما نظروا إليه راكبا على البعير و خلفه الصبي و كان أسود اللون، قالوا:
هذا عبد المطلب اشتراه في سفره أو أغار على بعض الأحياء فأخذه، إلى أن أخبرهم بقصته، و أعطاه جميع ما وعده فغلب عليه عبد المطلب لذلك، فلما أدرك عبد المطلب نام يوما في الحجر فانتبه من نومه و قد كسي حلة الجمال و البهاء فبقي متحيرا لا يدري من فعل ذلك به فأخذ أبوه بيده فانطلق به إلى كهنة قريش فأخبرهم بذلك، فقالوا: اعلم أن إله السماء قد أذن لهذا الغلام بالتزويج، قوله: «هذا عبد المطلب»:
هذا هو المشهور في سبب تسميته عبد المطلب، و قد قيل: إنما قيل له عبد المطلب لأن أباه هاشما قال لأخيه المطلب حين حضرته الوفاة: أدرك عبدك بيثرب، فمن ثم سمي عبد المطلب، و هذا لا يستقيم إلا على قول من يقول أنه توفي بمكة المكرمة، لا بغزة.
قوله: «فغلب عليه عبد المطلب لذلك»:
أخرج القصة بطولها من طرق بألفاظ: ابن سعد في الطبقات [1/ 82- 83]، و ابن هشام في السيرة [1/ 137]، و ابن جرير في تاريخه [2/ 246- 248]، و ابن الجوزي في المنتظم [2/ 205- 207].
قوله: «فلما أدرك عبد المطلب»:
أي: بلغ مبلغ الرجال.
قوله: «فأخذ أبوه بيده»:
الظاهر أنه عنى المطلب لأن هاشما مات و هو صغير كما تقدم.