اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني الجزء : 1 صفحة : 71
[آيات حمله صلى اللّه عليه و سلم]
و لما انصرف عبد اللّه مع أبيه من نحر الإبل، مرّ على امرأة من بنى أسد ابن عبد العزى، و هى عند الكعبة، و اسمها قتيلة- بضم القاف و فتح المثناة الفوقية- و يقال رقية بنت نوفل، فقالت له حين نظرت إلى وجهه، و كان أحسن رجل رؤى فى قريش: لك مثل الإبل التي نحرت عنك وقع على الآن، لما رأت فى وجهه من نور النبوة، و رجت أن تحمل بهذا النبيّ الكريم صلى اللّه عليه و سلم-، فقال لها: أنا مع أبى، و لا أستطيع خلافه و لا فراقه [1]، و قيل:
أجابها بقوله:
أما الحرام فالممات دونه * * * و الحل لا حل فأستبينه
فكيف بالأمر الذي تبغينه * * * يحمى الكريم عرضه و دينه
و عند أبى نعيم و الخرائطي و ابن عساكر، من طريق عطاء عن ابن عباس: لما خرج عبد المطلب بابنه عبد اللّه ليزوجه، مر به على كاهنة من تبالة [2] متهودة قد قرأت الكتب، يقال لها: فاطمة بنت مر الخثعمية، فرأت نور النبوة فى وجه عبد اللّه فقالت له ... و ذكر نحوه.
ثم خرج به عبد المطلب، حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة و هو يومئذ سيد بنى زهرة نسبا و شرفا- فزوجه ابنته آمنة، و هى يومئذ أفضل امرأة فى قريش نسبا و موضعا.
فزعموا: أنه دخل عليها حين ملكها مكانه، فوقع عليها يوم الاثنين أيام منى، فى شعب أبى طالب عند الجمرة، فحملت برسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم-. ثم خرج من عندها فأتى المرأة التي عرضت عليه ما عرضت، فقال لها: مالك لا