responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني    الجزء : 1  صفحة : 72

تعرضين على اليوم ما عرضت بالأمس، فقالت: فارقك النور الذي كان معك بالأمس، فليس لى بك اليوم حاجة، إنما أردت أن يكون النور فى فأبى اللّه، إلا أن يجعله حيث شاء.

و لما حملت آمنه برسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- ظهر لحمله عجائب، و وجد لإيجاده غرائب.

فذكروا أنه لما استقرت نطفته الزكية، و درته المحمدية فى صدفة آمنة القرشية نودى فى الملكوت و معالم الجبروت، أن عطروا جوامع القدس الأسنى، و بخروا جهات الشرف الأعلى، و افرشوا سجادات العبادات فى صفف الصفا لصوفية الملائكة المقربين، أهل الصدق و الوفا، فقد انتقل النور المكنون إلى بطن آمنة ذات العقل الباهر، و الفخر المصون، قد خصها اللّه تعالى القريب المجيب بهذا السيد المصطفى الحبيب، لأنها أفضل قومها حسبا و أنجب، و أزكاهم أصلا و فرعا و أطيب.

و قال سهل بن عبد اللّه التستري فيما رواه الخطيب البغدادى الحافظ: لما أراد اللّه تعالى خلق محمد- صلى اللّه عليه و سلم- فى بطن أمه آمنة، ليلة رجب، و كانت ليلة جمعة، أمر اللّه تعالى فى تلك الليلة رضوان خازن الجنان، أن يفتح الفردوس، و ينادى مناد فى السماوات و الأرض: ألا إن النور المخزون المكنون الذي يكون منه النبيّ الهادى، فى هذه الليلة يستقر فى بطن أمه الذي فيه يتم خلقه و يخرج إلى الناس بشيرا و نذيرا.

و فى رواية كعب الأحبار: أنه نودى تلك الليلة فى السماء و صفاحها، و الأرض و بقاعها، أن النور المكنون الذي منه رسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- يستقر الليلة فى بطن آمنة، فيا طوبى لها ثم يا طوبى، و أصبحت يومئذ أصنام الدنيا منكوسة، و كانت قريش فى جدب شديد، و ضيق عظيم، فاخضرت الأرض و حملت الأشجار، و أتاهم الرفد من كل جانب، فسميت تلك السنة التي حمل فيها برسول اللّه- صلى اللّه عليه و سلم- سنة الفتح و الابتهاج.

و طوبى: الطيب و الحسنى و الخير و الخيرة. قاله فى القاموس. و قال‌

اسم الکتاب : المواهب اللدنية بالمنح المحمدية المؤلف : أحمد بن محمد القسطلاني    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست