اسم الکتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء المؤلف : التميمي، أبو حاتم الجزء : 1 صفحة : 320
أبو عبيدة و عمرو بن العاص في الإمامة، فقال المهاجرون: أنت أمير أصحابك و أبو عبيدة أميرنا، فأبى عمرو بن العاص و قال: أنتم لي مدد، فقال أبو عبيدة: إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال لي: إذا قمت على أصحابك فتطاوعا [1]؛ و إنك إن عصيتني لأطيعنك، فأطاعه أبو عبيدة بن الجراح و كانوا يصلون خلف عمرو بن العاص؛ و فيها صلى بهم و هو جنب. فلما قدموا على رسول اللّه أخبره الخبر، فقال عمرو:
لقيت من البرد شدة و إني لو اغتسلت خشيت الموت! فضحك رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، قال عمرو: يا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)! قال اللّه وَ لا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ[2]- الآية.
و في هذا الشهر كتب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى خزاعة بن بديل و بشر و سروات بني عمرو يدعوهم إلى اللّه و يعرض عليهم الإسلام.
ثم بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أبا قتادة [3] سرية إلى غطفان في ستة عشر رجلا، فبيتوهم و أصابوا نعما و شياه و رجعوا إلى المدينة.
ثم بعث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمائة من المهاجرين و الأنصار قبل جهينة [4] و زودهم [5] جراب تمر، فأصابهم جوع شديد و كان أبو
[1] كذا في ف، و في الطبري 3/ 104 «لا تختلفا» و لفظه: فبعث إليه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر و عمر (رضوان اللّه عليهم) و قال لأبي عبيدة حين وجهه: لا تختلفا، فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو بن العاص: إنما جئت مددا لي، فقال له أبو عبيدة: يا عمرو! إن رسول اللّه قد قال لي: لا تختلفا، و أنت إن عصيتني أطعتك: قال: فأنا أمير عليك و إنما أنت مدد لي، قال: فدونك، فصلى عمرو بن العاص بالناس.
[3] و في الطبري 3/ 106 «إن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) بعث ابن أبي حدرد في هذه السرية مع أبي قتادة و أن السرية كانت ستة عشر رجلا و أنهم غابوا خمس عشرة ليلة و أن سهمانهم كانت اثني عشر بعيرا يعدل البعير بعشر من الغنم و أنهم أصابوا في وجوههم أربع نسوة ...».
[4] و في الطبري 3/ 104 «قال الواقدي: و فيها كانت غزوة الخبط و كان الأمير فيها أبو عبيدة بن الجراح، بعثه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في رجب منها في ثلاثمائة من المهاجرين و الأنصار قبل جهينة فأصابهم فيها أزل شديد و جهد حتى اقتسموا التمر عددا».