اسم الکتاب : السيرة النبوية و أخبار الخلفاء المؤلف : التميمي، أبو حاتم الجزء : 1 صفحة : 297
ابن أبي شمر الغساني صاحب دمشق [1]. و بعث عامر بن لؤي إلى هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة.
فأما كسرى فمزق كتاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لما بلغه ذلك:
«مزق اللّه ملكه، إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده».
و أما قيصر فسأل أبا [2] سفيان عما سأل ثم قرأ كتاب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) ثم خلا بدحية الكلبي و قال: إني لأعلم أن صاحبكم نبي مرسل، و أنه الذي كنا ننتظره و نجده في كتابنا، و لكن أخاف الروم على نفسي و لو لا ذاك لاتبعته، و لكن اذهب إلى ضغاطر [3] الأسقف فاذكر له أمر صاحبكم و انظر ما ذا يقول، فجاء دحية و أخبره مما جاء به من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى هرقل و بما يدعو إليه، فقال ضغاطر [4]: صاحبك و اللّه نبي مرسل! نعرفه بصفته و نجده في كتابنا باسمه، ثم دخل فألقى ثيابا كانت عليه سوداء و لبس ثيابا بيضا ثم أخذ عصاه و خرج على الروم و هم في الكنيسة فقال للروم: إنه قد أتانا كتاب من أحمد يدعو فيه إلى اللّه، و إني أشهد أن لا إله إلا اللّه و أن محمدا [5] عبده و رسوله، فوثبوا إليه وثبة رجل واحد و ضربوه حتى قتلوه، فرجع دحية إلى هرقل و أخبره الخبر، قال: قلت لك [6]: إنا نخافهم على أنفسنا فضغاطر كان و اللّه [أعظم] [7] عندهم و أجوز قولا مني.
[1] زيد في الطبري «و قال محمد بن عمر الواقدي: و كتب إليه معه: سلام على من اتبع الهدى و آمن به، إني أدعوك إلى أن تؤمن باللّه وحده لا شريك له يبقى لك ملكك، فقدم به شجاع بن وهب فقرأه عليهم، فقال: من ينزع مني ملكي! أنا سائر إليه، قال النبي (صلى اللّه عليه و سلم): باد ملكه».