responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 238

فوره إلى الجهاد، فلما التقى بجيش المشركين في ساحة القتال، أخذ يشق الصفوف، حتى خلص إلى قائد المشركين أبي سفيان صخر بن حرب، و كاد يقضي عليه لو لا أن أتاح اللّه له الشهادة، فقد شد على أبي سفيان، فلما استعلاه و تمكن منه رآه شداد ابن الأسود فضربه حتى قتله.

نصيب فصيلة الرماة في المعركة:

و كانت للفصيلة التي عينها الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) على جبل الرماة يد بيضاء في إدارة دفة القتال لصالح الجيش الإسلامي، فقد هجم فرسان مكة بقيادة خالد بن الوليد يسانده أبو عامر الفاسق، ثلاث مرات ليحطموا جناح الجيش الإسلامي الأيسر، حتى يستربوا إلى ظهور المسلمين، فيحدثوا البلبلة و الارتباك في صفوفهم، و ينزلوا عليهم هزيمة ساحقة، و لكن هؤلاء الرماة رشقوهم بالنبل حتى فشلت هجماتهم الثلاث‌ [1].

الهزيمة تنزل بالمشركين:

هكذا دارت رحى الحرب الزبون، و ظل الجيش الإسلامي الصغير مسيطرا على الموقف كله، حتى خارت عزائم أبطال المشركين، و أخذت صفوفهم تتبدد عن اليمين و الشمال و الأمام و الخلف، كأن ثلاثة آلاف مشرك يواجهون ثلاثين ألف مسلم، لا بضع مئات قلائل، و ظهر المسلمون في أعلى صور الشجاعة و اليقين.

و بعد أن بذلت قريش أقصى جهدها لسد هجوم المسلمين أحست بالعجز و الخور، و انكسرت همتها، حتى لم يجترئ أحد منها أن يدنو من لوائها، الذي سقط بعد مقتل صواب، فيحمله ليدور حوله القتال- فأخذت في الانسحاب، و لجأت إلى الفرار، و نسيت ما كانت تتحدث به في نفوسها من أخذ الثأر و الوتر و الانتقام، و إعادة العز و المجد و الوقار.

قال ابن إسحاق: ثم أنزل اللّه نصره على المسلمين، و صدقهم وعده، فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن المعسكر، و كانت الهزيمة لا شك فيها. روى عبد اللّه بن الزبير عن أبيه أنه قال: و اللّه لقد رأيتني أنظر إلى خدم- سوق- هند بنت عتبة و صواحبها مشمرات هوارب، مادون أخذهن قليل و لا كثير ... إلخ‌ [2] و في حديث البراء بن عازب عند البخاري في الصحيح: فلما لقيناهم هربوا، حتى رأيت النساء يشتدون في الحبل، يرفعن سوقهن قد


[1] انظر فتح الباري 7/ 346.

[2] ابن هشام 2/ 77.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست