responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 237

مصرع أسد اللّه حمزة بن عبد المطلب‌

يقول قاتل حمزة وحشي بن حرب: كنت غلاما لجبير بن مطعم، و كان عمه طعيمة ابن عدي قد أصيب يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أحد قال لي جبير: إنك إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. قال: فخرجت مع الناس- و كنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة قلما أخطئ بها شيئا- فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة و أتبصره، حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق، يهد الناس هدا ما يقوم له شي‌ء، فو اللّه إني لأتهيأ له أريده، فأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني، إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة قال له: هلم إلي يا ابن مقطعة البظور- و كانت أمه ختانة- قال: فضربه ضربة كأنما أخطأ رأسه‌ [1].

قال: و هززت حربتي، حتى إذا رضيت منها دفعتها إليه، فوقعت في ثنته- أحشائه- حتى خرجت من بين رجليه، و ذهب لينوء نحوي فغلب، و تركته و إياها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى العسكر، فقعدت فيه، و لم يكن لي بغيره حاجة، و إنما قتلته لأعتق، فلما قدمت مكة عتقت‌ [2].

السيطرة على الموقف‌

و برغم هذه الخسارة الفادحة التي لحقت المسلمين بقتل أسد اللّه و أسد رسوله حمزة بن عبد المطلب، ظل المسلمون مسيطرين على الموقف كله، فقد قاتل يومئذ أبو بكر، و عمر بن الخطاب، و علي بن أبي طالب، و الزبير بن العوام، و مصعب بن عمير و طلحة بن عبيد اللّه، و عبد اللّه بن جحش، و سعد بن معاذ، و سعد بن عبادة، و سعد بن الربيع، و أنس بن النضر و أمثالهم قتالا فلّ عزائم المشركين، و فتت في أعضادهم.

من أحضان المرأة إلى مقارعة السيوف و الدرقة

و كان من الأبطال المغامرين يومئذ حنظلة الغسيل- و هو حنظلة بن أبي عامر، و أبو عامر هذا هو الراهب الذي سمي بالفاسق، و الذي مضى ذكره قريبا- كان حنظلة حديث عهد بالعرس، فلما سمع هواتف الحرب- و هو على امرأته- انخلع من أحضانها، و قام من‌


[1] أخطأ رأسه، يقال عند المبالغة في الإصابة.

[2] ابن هشام 2/ 69، 70، 71، 72، صحيح البخاري 2/ 583- أسلم وحشي هذا بعد معركة الطائف، و قتل مسيلمة الكذاب بحربته تلك، و شهد اليرموك ضد الرومان.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 237
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست