responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 239

بدت خلاخيلهن‌ [1]. و تبع المسلمون المشركين، يضعون فيهم السلاح، و ينتهبون الغنائم.

غلطة الرماة الفظيعة:

و بينما كان الجيش الإسلامي الصغير يسجل مرة أخرى نصرا ساحقا على مكة لم يكن أقل روعة من النصر الذي اكتسبه يوم بدر، وقعت من أغلبية فصيلة الرماة غلطة فظيعة قلبت الوضع تماما، و أدت إلى الحاق الخسائر الفادحة بالمسلمين، و كادت تكون سببا في مقتل النبي (صلّى اللّه عليه و سلم)، و قد تركت أسوأ أثر على سمعتهم، و الهيبة التي كانوا يتمتعون بها بعد بدر.

لقد أسلفنا نصوص الأوامر الشديدة التي أصدرها رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) إلى هؤلاء الرماة، بلزومهم موقفهم من الجبل في كل حال من النصر أو الهزيمة، لكن على رغم هذه الأوامر المشددة، لما رأى هؤلاء الرماة أن المسلمين ينتهبون غنائم العدو، غلبت عليهم، أثارة من حب الدنيا، فقال بعضهم لبعض: الغنيمة، الغنيمة، ظهر أصحابكم، فما تنتظرون؟

أما قائدهم عبد اللّه بن جبير، فقد ذكرهم أوامر الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) و قال: أنسيتم ما قال لكم رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)؟

و لكن الأغلبية الساحقة لم تلق لهذا التذكير بالا، و قالت: و اللّه لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة [2]. ثم غادر أربعون رجلا من هؤلاء الرماة مواقعهم من الجبل، و التحقوا بسواد الجيش، ليشاركوه في جمع الغنائم، و هكذا خلت ظهور المسلمين، و لم يبق فيها إلا ابن جبير و تسعة من أصحابه، التزموا مواقفهم، مصممين على البقاء حتى يؤذن لهم أو يبادوا.

خالد بن الوليد يقوم بخطة تطويق الجيش الإسلامي:

و انتهز خالد بن الوليد هذه الفرصة الذهبية، فاستدار بسرعة خاطفة، حتى وصل إلى مؤخرة الجيش الإسلامي، فلم يلبث أن أباد عبد اللّه بن جبير و أصحابه، ثم انقض على المسلمين من خلفهم، و صاح فرسانه صيحة عرف المشركون المنهزمون بالتطور الجديد، فانقلبوا على المسلمين، و أسرعت امرأة منهم- و هي عمرة بنت علقمة الحارثية- فرفعت لواء المشركين المطروح على التراب، فالتف حوله المشركون و لاثوا به، و تنادى بعضهم‌


[1] صحيح البخاري 2/ 579.

[2] روى ذلك البخاري من حديث البراء بن عازب 1/ 426.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست