responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 222

العنيدة، و علموا أن الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) لن يتوانى في استخدام القوة حين يرى أن النصح لا يجدي نفعا لمن يريد العبث بالأمن و إثارة الاضطرابات و عدم احترام المواثيق، فلم يحركوا ساكنا لقتل طاغيتهم، بل لزموا الهدوء، و تظاهروا بإيفاء العهود، و استكانوا، و أسرعت الأفاعي إلى جحورها تختبئ فيها.

و هكذا تفرغ الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم)- إلى حين- لمواجهة الأخطار التي كان يتوقع حدوثها خارج المدينة، و أصبح المسلمون و قد تخفف عنهم كثير من المتاعب الداخلية التي كانوا يتوجسونها، و يشمون رائحتها بين آونة و أخرى.

غزوة بحران‌

و هي دورية قتال كبيرة، قوامها ثلاثمائة مقاتل، قادها الرسول (صلّى اللّه عليه و سلم) في شهر ربيع الآخر سنة 3 ه إلى أرض يقال لها بحران- و هي معدن بالحجاز في ناحية نزع- فأقام بها شهر ربيع الآخر ثم جمادى الأولى (من السنة الثالثة من الهجرة) ثم رجع إلى المدينة، و لم يلق حربا [1].

سرية زيد بن حارثة

و هي آخر و أنجح دورية للقتال قام بها المسلمون قبل أحد، وقعت في جمادى الآخرة سنة 3 ه.

و تفصيلها أن قريشا بقيت بعد بدر يساورها القلق و الاضطراب، و جاء الصيف و اقترب موسم رحلتها إلى الشام، فأخذها همّ آخر.

قال صفوان بن أمية لقريش- و هو الذي انتخبته قريش في هذا العام لقيادة تجارتها إلى الشام-: إن محمدا و صحبه عوروا علينا متجرنا، فما ندري كيف نصنع بأصحابه، و هم لا يبرحون الساحل؟ و أهل الساحل قد وادعهم و دخل عامتهم معه، فما ندري أين نسلك؟ و إن أقمنا في دارنا هذه أكلنا رءوس أموالنا، فلم يكن لها من بقاء. و إنما حياتنا


[1] ابن هشام 2/ 50، 51، و زاد المعاد 2/ 91، و اختلفت المصادر في تعيين سبب هذه الغزوة فقيل: إن استخبارات المدينة نقلت إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) أن بني سليم يحشدون قوات كبيرة لغزو المدينة أو أطرافها، و قيل: بل خرج يريد قريشا، و هذا الثاني هو الذي ذكره ابن هشام و اختاره ابن القيم- حتى لم يذكر الأول رأسا- و هو الموجه، و ذلك لأن ديار بني سليم لم تكن بناحية الفرع، و إنما هي في نجد بعيدة عن ناحية الفرع.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست