responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 199

إبليس ينسحب عن ميدان القتال:

و لما رأى إبليس- و كان قد جاء في صورة سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي كما ذكرنا، و لم يكن فارقهم منذ ذلك الوقت- فلما رأى ما يفعل الملائكة بالمشركين فر و نكص على عقبيه، و تشبث به الحارس بن هشام- و هو يظنه سراقة- فوكز في صدر الحارس فألقاه، ثم خرج هاربا، و قال له المشركون: إلى أين يا سراقة: أ لم تكن قلت: إنك جار لنا، لا تفارقنا؟ فقال: إني أرى ما لا ترون، إني أخاف اللّه، و اللّه شديد العقاب، ثم فر حتى ألقى نفسه في البحر.

الهزيمة الساحقة:

و بدأت أمارات الفشل و الاضطراب في صفوف المشركين، و جعلت تتهدم أمام حملات المسلمين العنيفة، و اقتربت المعركة من نهايتها، و أخذت جموع المشركين في الفرار و الانسحاب المبدد، و ركب المسلمون ظهورهم يأسرون و يقتلون حتى تمت عليهم الهزيمة.

صمود أبي جهل:

أما الطاغية الأكبر أبو جهل، فإنه لما رأى أول أمارات الاضطراب في صفوفه حاول أن يصمد في وجه هذا السيل، فجعل يشجع جيشه، و يقول لهم في شراسة و مكابرة: لا يهزمنكم خزلان سراقة إياكم، فإنه كان على ميعاد من محمد، و لا يهولنكم قتل عتبة و شيبة و الوليد، فإنهم قد عجلوا، فو اللات و العزى لا نرجع حتى نقرنهم بالحبال، و لا ألفين رجلا منكم قتل منهم رجلا، و لكن خذوهم أخذا، حتى نعرفهم بسوء صنيعهم.

و لكن سرعان ما تبدى له حقيقة هذه الغطرسة، فما لبث إلا قليلا حتى أخذت الصفوف تتصدع أمام تيارات هجوم المسلمين. نعم بقي حوله عصابة من المشركين، ضربت حوله سياجا من السيوف و غابات من الرماح، و لكن عاصفة هجوم المسلمين بددت هذا السياح و أقلعت هذه الغابات، و حينئذ ظهر هذا الطاغية، و رآه المسلمون يجول على فرسه، و كان الموت ينتظر أن يشرب من دمه بأيدي غلامين أنصاريين.

مصرع أبي جهل:

قال عبد الرحمن بن عوف: إني لفي الصف يوم بدر إذ التفت، فإذا عن يميني و عن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه:

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست