responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 198

و الأرض، (و حينئذ) قال العمير بن الحمام: بخ. بخ، فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم): ما يحملك على قولك: بخ بخ؟ قال: لا، و اللّه يا رسول اللّه إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها. فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل‌ [1].

و كذلك سأله عوف بن الحارس- ابن عفراء- فقال: يا رسول اللّه ما يضحك الرب من عبده! قال: «غمسه يده في العدو حاسرا»، فنزع درعا كانت عليه، فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل القوم حتى قتل.

و حين أصدر رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) الأمر بالهجوم المضاد كانت حدة هجمات العدو قد ذهبت، و فتر حماسه، فكان لهذه الخطة الحكيمة أثر كبير في تعزيز موقف المسلمين، فإنهم حينما تلقوا أمر الشد و الهجوم- و قد كان نشاطهم الحربي على شبابه- قاموا بهجوم كاسح مرير، فجعلوا يقلبون الصفوف، و يقطعون الأعناق، و زادهم نشاطا وحدة أن رأوا رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم) يثب في الدرع، و يقول في جزم و صراحة: سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ يُوَلُّونَ الدُّبُرَ، فقاتل المسلمون أشد القتال، و نصرتهم الملائكة، ففي رواية ابن سعد عن عكرمة قال:

كان يومئذ يندر رأس الرجل لا يدري من ضربه، و تندر يد الرجل لا يدري من ضربها، و قال ابن عباس: بينما رجل من المسلمين يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، و صوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و سلم)، فقال: صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة [2].

و قال أبو داود المازني: إني لأتبع رجلا من المشركين لأضربه إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قد قتله غيري. و جاء رجل من الأنصار للعباس بن عبد المطلب أسيرا، فقال العباس: إن هذا و اللّه ما أسرني، لقد أسرني رجل أجلح من أحسن الناس وجها على فرس أبلق، و ما أراه في القوم، فقال الأنصاري: أنا أسرته يا رسول اللّه، فقال: أسكت فقد أيدك اللّه بملك كريم.


[1] رواه مسلم 2/ 139، مشكاة المصابيح 2/ 331.

[2] روى مثل ذلك مسلم 2/ 93 و غيره.

اسم الکتاب : الرحيق المختوم المؤلف : صفي الرحمن المباركفوري    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست