responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 602

رؤياك، فقصصتها، فلما قلت: إنه لا يخاف فى الله لومة لائم، قال: إنى لأرجو أن يجعلنى الله منهم، فلما قلت: خليفة مستخلف، قال: قد استخلفنى، فأسأله أن يعيننى على ما ولاني، فلما ذكرت: شهيد مستشهد، قال: أنّى لى الشهادة و أنا بين أظهركم تغزون و لا أغزو؟ ثم قال: بلى، يأتى الله بها أنّى شاء، يأتى الله بها أنّى شاء.

و كان عمر، (رحمه الله)، ملازما للحج فى سنى خلافته كلها، و كان من سيرته أن يأخذ عماله بموافاته كل سنة فى موسم الحج ليحجزهم بذلك عن الرعية، و يحجر عليهم الظلم، و يتعرف أحوالهم فى قرب، و ليكون للرعية وقت معلوم ينهون إليه شكاويهم فيه. فلما كانت السنة التي قتل منسلخها، رضى الله عنه، خرج إلى الحج على عادته، و أذن لأزواج النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فخرجن معه، فلما وقف عمر، (رحمه الله)، يرمى الجمرة أتاه حجر فوقع على صلعته فأدماه، و ثم رجل من بنى لهب، قبيلة من الأزد، تعرف فيها العيافة و الزجر، و إياها عنى القائل:

تيممت لهبا أبتغى العلم عندهم‌* * * و قد رد علم العالمين إلى لهب‌

فقال اللهبى عند ما أدمى عمر، (رحمه الله): أشعر أمير المؤمنين لا يحج بعدها.

و يروى عن عائشة، رضى الله عنها، و حجت مع عمر تلك الحجة: أنه لما ارتحل من الحصبة أقبل رجل متلثم، قالت: فقال و أنا أسمع: أين كان منزل أمير المؤمنين؟ فقال قائل: هذا كان منزله، فأناخ فى منزل عمر، ثم رفع عقيرته يتغنى:

عليك السلام من أمير و باركت‌* * * يد الله فى ذلك الأديم الممزق‌

فمن يسع أو يركب جناحى نعامة* * * ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق‌

قضيت أمورا ثم غادرت بعدها* * * بوائق فى أكمامها لم تفتق‌

قالت عائشة: فقلت لبعض أهلى: اعلموا لى من هذا الرجل، فذهبوا، فلم يجدوا فى مناخه أحدا، قالت عائشة: فو الله إنى لأحسبه من الجن، فلما قتل عمر نحل الناس هذه الأبيات للشماخ بن ضرار أو لأخيه مزرد.

و قال سعيد بن المسيب: لما صدر عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، من منى أناخ بالأبطح، ثم كوم كومة بطحاء، ثم طرح عليها رداءه و استلقى، ثم مد يديه إلى السماء، فقال: اللهم كبرت سنى، و ضعفت قوتى، و انتشرت رعيتى، فاقبضنى إليك غير مضيع و لا مفرط، ثم قدم المدينة، فخطب الناس فقال: أيها الناس، قد سنت لكم السنن، و فرضت لكم الفرائض، و تركتم على الواضحة، إلا أن تضلوا بالناس يمينا و شمالا، و ضرب بإحدى يديه على الأخرى.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 602
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست