responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 603

قال سعيد: فما انسلخ ذو الحجة حتى قتل، (رحمه الله).

و روى عن عمر، (رحمه الله)، أنه لما انصرف من حجته هذه التي لم يحج بعدها و انتهى إلى ضجنان، وقف فقال: الحمد لله و لا إله إلا الله، يعطى من يشاء ما يشاء، لقد كنت بهذا الوادى أرعى إبلا للخطاب، و كان فظا غليظا يتعبنى إذا عملت، و يضربنى إذا قصرت، و قد أصبحت و أمسيت و ليس بينى و بين الله أحد أخشاه، ثم تمثل:

لا شي‌ء مما ترى تبقى بشاشته‌* * * يبقى الإله و يودى المال و الولد

لم تغن عن هرمز يوما خزائنه‌* * * و الخلد قد حاولت عاد فما خلدوا

و لا سليمان إذ تجرى الرياح له‌* * * و الإنس و الجن فيما بينها برد

أين الملوك التي كانت نوافلها* * * من كل أوب إليها وافد يفد

حوض هنالك مورود بلا كذب‌* * * لا بد من ورده يوما كما وردوا

ثم إن عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، بعد أن قدم المدينة من حجه خرج يوما يطوف بالسوق، فلقيه أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، و كان نصرانيا، فقال: يا أمير المؤمنين، أعدنى على المغيرة، فإن علىّ خراجا كثيرا، قال: و كم خراجك؟ قال: درهمان فى كل يوم، قال: و أيش صناعتك؟ قال: نجار، نقاش، حداد، قال: فما أرى خراجك كثيرا على ما تصنع من الأعمال، قال: و بلغنى أنك تقول: لو أردت أن أعمل رحا تطحن بالريح لفعلت، قال: نعم، قال: فاعمل لى رحا، قال: لئن سلمت لأعملن لك رحا يتحدث بها من بالمشرق و المغرب، ثم انصرف عنه، فقال عمر: لقد توعدنى العلج آنفا، ثم انصرف عمر إلى منزله.

فلما كان من الغد جاءه كعب الأحبار، فقال: يا أمير المؤمنين، اعهد، فإنك ميت فى ثلاثة أيام، قال: و ما يدريك؟ قال: أجده فى كتاب الله، التوراة، فقال عمر: آلله إنك لتجد عمر بن الخطاب فى التوراة؟ قال: اللهم لا، و لكن أجد صفتك و حليتك، بأنه قد فنى أجلك، و عمر لا يحس وجعا و لا ألما، فلما كان من الغد جاءه كعب فقال: يا أمير المؤمنين، ذهب يوم و بقى يومان، ثم جاء من بعد الغد فقال: ذهب يومان و بقى يوم و ليلة، و هى لك إلى صبحها، فلما كان الصبح خرج عمر إلى الصلاة، و كان يوكل بالصفوف رجالا، فإذا استوت أخبروه فكبر، و دخل أبو لؤلؤة فى الناس فى يده خنجر له رأسان نصابه فى وسطه، فضرب به عمر ست ضربات، إحداهن تحت سرته، هى التي قتلته، فلما وجد عمر حر السلاح سقط، و قال: دونكم الكلب فإنه قتلنى، و ماج الناس و أسرعوا إليه، فجرح منهم ثلاثة عشر رجلا، حتى جاء رجل منهم فاحتضنه من خلفه،

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 603
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست