responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 594

و عن رجل من بنى مازن قال: كان عمر، (رحمه الله)، قد بعث سارية بن زنيم الدؤلى إلى فسا و دارابجرد فحاصرهم، ثم إنهم تداعوا فأصحروا له، و كثروه و أتوه من كل جانب، فقال عمر، رضى الله عنه، و هو يخطب فى يوم جمعة: يا سارية بن زنيم، الجبل الجبل.

و فى غير هذا الحديث: ثم عاد عمر فى خطبته فعجب الناس لندائه سارية على بعده، فقضى الله سبحانه أن كان سارية و أصحابه فى ذلك الوقت موافقين للمشركين، و قد ضايقهم المشركون من كل جانب، و إلى جانب المسلمين جبل، إن لجئوا إليه لم يؤتوا إلا من وجه واحد، فسمعوا صوتا يقول: يا سارية بن زنيم، الجبل الجبل، كما قال عمر، رضى الله عنه، و فى ذلك الوقت بعينه، فلجئوا إلى الجبل، فنجوا و هزموا عدوهم و أصابوا مغانم كثيرة.

قال المازنى فى حديثه: إن سارية أصاب فى المغانم سفطا فيه جوهر، فاستوهبه المسلمون لعمر، فوهبوه له، فبعث به و بالفتح رجلا، و قال له: استقرض ما تبلغ به و ما تخلفه فى أهلك على جائزتك، و كان الرسل و الوفد يجازون، فقدم الرجل البصرة ففعل، ثم خرج فقدم على عمر، (رحمه الله)، فوجده يطعم الناس، و معه عصاه التي يزجر بها بعيره، فقصده، فأقبل عليه بها، فقال: اجلس، فجلس حتى إذا أكل انصرف عمر، و قام الرجل فاتبعه، فظن عمر أنه رجل لم يشبع، فقال حين انتهى إلى باب داره: ادخل، فلما جلس فى البيت أتى بغذائه، خبز و زيت و ملح و جريش، فوضع له، ثم قال للرجل: ادن فكل، فأكلا.

حتى إذا فرغ قال له الرجل: رسول سارية بن زنيم يا أمير المؤمنين، فقال: مرحبا و أهلا، ثم أدناه حتى مست ركبته ركبته، ثم سأله عن المسلمين، ثم سأله عن سارية، فأخبره، ثم أخبره بقصة الدرج، فنظر إليه ثم صاح به و قال: لا و لا كرامة حتى تقدم على ذلك الجيش فتقسمه بينهم، و طرده، فقال: يا أمير المؤمنين، إنى قد أنضبت إبلى و استقرضت على جائزتى، فأعطنى ما أتبلغ به، فما زال عنه حتى أبدله بعيرا ببعيره من إبل الصدقة، و أخذ بعيره فأدخله فى إبل الصدقة، و رجع الرجل مغضوبا عليه محروما حتى قدم البصرة، فنفذ لما أمره به عمر، (رحمه الله)، و قد كان أهل المدينة سألوه عن سارية و عن الفتح، و هل سمعوا شيئا يوم الوقعة؟ فقال: نعم سمعنا: يا سارية، الجبل الجبل. و قد كدنا نهلك، فلجأنا إليه ففتح الله علينا.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 594
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست