قالوا [2]: و قصد سارية بن زنيم لفسا و دارابجرد حتى أفضى إلى عسكرهم، فنزل عليهم و حاصرهم ما شاء الله، ثم إنهم استمدوا، فتجمعوا و تجمعت إليهم أكراد فارس، فدهم المسلمين أمر عظيم و جمع كثير، فرأى عمر، رضى الله عنه، فى تلك الليلة معركتهم و عددهم فى ساعة من النهار، فنادى من الغد، الصلاة جامعة، حتى إذا كان فى الساعة التي رأى فيها ما رأى خرج إليهم، و كان أريهم و المسلمين بصحراء، و إن أقاموا فيها أحيط بهم و إن أرزوا إلى جبل من خلفهم لم يؤتوا إلا من وجه واحد، ثم قام فقال: أيها الناس، إنى رأيت هذين الجمعين، و أخبر بحالهما، ثم قال: يا سارية، الجبل الجبل، ثم أقبل عليهم، فقال: إن لله عز و جل جنودا، و لعل بعضها أن يبلغهم، و لما كان تلك الساعة من ذلك اليوم أجمع سارية و المسلمون على الإسناد إلى الجبل، ففعلوا و قاتلوا القوم من وجه واحد، فهزمهم الله لهم، و كتبوا بذلك إلى عمر، (رحمه الله)، و باستيلائهم على البلد و دعاء أهله و تسكينهم.
[1] انظر الخبر فى: الطبرى (4/ 178، 179)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 130- 132)، الكامل فى التاريخ لابن الأثير (3/ 21، 22).