responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 593

و قال يزيد بن الحكم بن أبى العاص يذكر اصطخر الآخرة:

أنا ابن عظيم القريتين كليهما* * * نمتنى إلى العليا الفروع الفوارع‌

لنا مجد بطحاوى ثقيف و غالب‌* * * إذا عد بطحاواهما والد سائع‌

لنا الحسب العود الذي لا تناله‌* * * عيون العدى و الحاسدات الدواسع‌

أبى سلب الجبار بيضة ملكه‌* * * فخر و أطراف الرماح شوارع‌

بمعترك ضنك به قصد القنى‌* * * و هام و أيد تختليها القواطع‌

بأيدى سراة كلهم باع نفسه‌* * * فأوفوا بما باعوا و أوفى المبايع‌

هم المؤمنون الواردو الموت فى الوغى‌* * * كما ترد الماء العطاش النوائع‌

نجاهد فى نصر لخير شريعة* * * إذا ذكرت يوم الحساب الشرائع‌

سمونا لزحف المشركين بوقعة* * * بها رد مال الجزية المتتابع‌

تركنا من القتلى نثارا تعودها* * * نسور تراماها الضباع الجوامع‌

جثى من عظام المشركين كأنها* * * تلوح من الرأى البعيد صوامع‌

تركنا سباع الأرض و الطير منهم‌* * * شباعا و ما فيها إلى الحول جائع‌

حديث فسا و دارابجرد [1]

قالوا [2]: و قصد سارية بن زنيم لفسا و دارابجرد حتى أفضى إلى عسكرهم، فنزل عليهم و حاصرهم ما شاء الله، ثم إنهم استمدوا، فتجمعوا و تجمعت إليهم أكراد فارس، فدهم المسلمين أمر عظيم و جمع كثير، فرأى عمر، رضى الله عنه، فى تلك الليلة معركتهم و عددهم فى ساعة من النهار، فنادى من الغد، الصلاة جامعة، حتى إذا كان فى الساعة التي رأى فيها ما رأى خرج إليهم، و كان أريهم و المسلمين بصحراء، و إن أقاموا فيها أحيط بهم و إن أرزوا إلى جبل من خلفهم لم يؤتوا إلا من وجه واحد، ثم قام فقال: أيها الناس، إنى رأيت هذين الجمعين، و أخبر بحالهما، ثم قال: يا سارية، الجبل الجبل، ثم أقبل عليهم، فقال: إن لله عز و جل جنودا، و لعل بعضها أن يبلغهم، و لما كان تلك الساعة من ذلك اليوم أجمع سارية و المسلمون على الإسناد إلى الجبل، ففعلوا و قاتلوا القوم من وجه واحد، فهزمهم الله لهم، و كتبوا بذلك إلى عمر، (رحمه الله)، و باستيلائهم على البلد و دعاء أهله و تسكينهم.


[1] انظر الخبر فى: الطبرى (4/ 178، 179)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 130- 132)، الكامل فى التاريخ لابن الأثير (3/ 21، 22).

[2] انظر: الطبرى (4/ 178، 179).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 593
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست