responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 477

و قال زهرة بن جوية: يا بنى تميم، قد صبر إخوانكم من بنى أسد، و أحسنوا فذودوا عنهم الفيلة و حماتها، فحمل زهرة فى بنى تميم، و جرير فى بجيلة، فكشفوا المشركين عن بنى أسد، و قد استشهد منهم خمسون رجلا، و تحاجزوا قريبا من العصر، فجمعوا بين الصلاتين ثم عاودوا القتال مطاردة و مشاولة حتى غابت الشمس.

و التقى حنظلة بن الربيع الأسيدى ذو الحاجب فاختلفا طعنتين، فصارا جميعا إلى الأرض، فضرب حنظلة ذا الحاجب على رأسه فصرعه، فحامت عنه الأساورة، حتى ركب، و حامى عن حنظلة القعقاع بن عمرو، أحد بنى يربوع، و ذريح، أحد بنى تيم اللات، حتى ركب، فقال ذريح:

لما رأيت الخيل شك نحورها* * * رماح و نشاب صبرت جناحا

على الموت حتى أنزل الله نصره‌* * * و ود جناح لو قضى فأراحا

كأن سيوف الهند حول لبانه‌* * * بوارق غيث من تهامة لاحا

قال: و أصيبت يومئذ عين المغيرة بن شعبة، و تحاجزوا حين أمسوا، فرجع المسلمون إلى عسكرهم، و رجع رستم إلى عسكره. هذا ما ذكره المدائنى.

و يقال: إن القعقاع لم يشهد يوم أرماث هذا، و إنما قدم من الشام بعد انقضائه، فشهد سائر الأيام و أبلى فيها، و سيأتى ذكر ذلك إن شاء الله.

و ذكر سيف عن بعض رجاله أن سعدا كان قد تزوج سلمى بنت خصيفة، امرأة المثنى بن حارثة، كما تقدم، فنزل بها القادسية، فلما كان يوم أرماث، و جال الناس، جعل سعد يتململ و يجول فوق القصر، و كان لا يطيق جلوسا إلا على بطنه، فلما رأت سلمى ما يصنع أهل فارس قالت: وا مثنياه و لا مثنى للخيل اليوم، و هى عند رجل قد أضجر ما يرى من أصحابه و من نفسه، فلطم وجهها، و قال: أين المثنى من هذه الكتيبة التي تدور عليها الرحى!، يعنى أسدا، و عاصما، فقالت: أ غيرة و جبنا؟ قال: و الله لا يعذرنى أحد اليوم إذا أنت لم تعذرينى و أنت ترين ما بى، فالناس أحق ألا يعذرونى!.

فلما ظهر المسلمون لم يبق شاعر إلا اعتد بها عليه، و كان غير جبان و لا ملوم، رضى الله عنه.

و كانت القادسية فى شوال سنة خمس عشرة، و ابتداء أيامها يوم الاثنين لثلاث ليال خلون من شوال أو لأيام بقين منه، و قيل كانت فى المحرم سنة أربع عشرة، و الأول أصح و أولى بالصواب إن شاء الله تعالى.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست