responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 476

يا إخوتى إن العجوز الناصحه‌* * * قد نصحتنا إذ دعتنا البارحه‌

مقالة ذات بيان واضحه‌* * * فباكروا الحرب الضروس الكالحة

و إنما تلقون عند الصالحة* * * من آل ساسان كلابا نابحه‌

قد أيقنوا منكم بوقع الجائحه‌* * * و أنتم بين حياة صالحه‌

أو موتة تورث غنما رابحه

و تقدم فقاتل حتى قتل، (رحمه الله)، ثم حمل الثانى و هو يقول:

إن العجوز ذات حزم و جلد* * * و النظر الأوفق و الرأى السدد

قد أمرتنا بالسداد و الرشد* * * نصيحة منها و برا بالولد

فباكروا الحرب حماة فى العدد* * * إما لفوز بارد على الكبد

أو ميتة تورثكم عز الأبد* * * فى جنة الفردوس و العيش الرغد

فقاتل حتى استشهد، (رحمه الله)، ثم حمل الثالث و هو يقول:

و الله لا نعصى العجوز حرفا* * * قد أمرتنا حدبا و عطفا

نصحا و برا صادقا و لطفا* * * فبادروا الحرب الضروس زحفا

حتى تلفوا آل كسرى لفّا* * * و تكشفوهم عن حمالكم كشفا

فقاتل حتى استشهد، (رحمه الله)، و حمل الرابع و هو يقول:

لست لخنساء و لا لاخزم‌* * * و لا لعمر و ذى السناء الأقدم‌

إن لم أرد فى الجيش جيش العجم‌* * * ماض على الهول خضم خضرم‌

إما لفوز عاجل و مغنم‌* * * أو لوفاة فى السبيل الأكرم‌

فقاتل حتى قتل، رحمة الله عليه و على إخوته، فبلغ الخبر أمهم، فقالت: الحمد لله الذي شرفنى بقتلهم، و أرجو من ربى أن يجمعنى بهم فى مستقر رحمته، فكان عمر، رضى الله عنه، يعطى الخنساء بعد ذلك أرزاق أولادها الأربعة، لكل واحد مائتى درهم، حتى قبض، (رحمه الله).

فهذا ما ذكره الزبير بن بكار، و الذي قبله ذكره المدائنى، (رحمهما الله)، و لعل الخبرين صحيحان، و الله أعلم أى ذلك كان. ثم ذكر المدائنى، بعد، من حسن بلاء بنى أسد و انطواء الفرس عليهم فى مجال الفيلة ما قد ذكرناه قبل فى موضعه.

و ذكر، أيضا، أن الأشعث بن قيس قال عند ما اشتد قتالهم: لله در بنى أسد، أى فرى يفرون، و أنتم تنظرون، يا معشر كندة.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست