responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 478

ذكر اليوم الثانى من أيام القادسية، و هو يوم أغواث‌

قالوا [1]: و لما أصبح الناس من الغد، يعنون الغد من يوم أرماث، أصبحوا على تعبئة، و قد و كل سعد رجالا بنقل الشهداء إلى العذيب و نقل الرثيث. فأما الرثيث فأسلموا إلى النساء يقمن عليهم حتى يقضى الله فيهم قضاءه، و أما الشهداء فليدفنوهم هنالك على مشرق، واد بين العذيب و بين عين شمس فى عدوتيه جميعا، و فى ذلك يقول سعد، (رحمه الله):

جزى الله أقواما بجنب مشرق‌* * * غداة دعا الرحمن من كان داعيا

جنانا من الفردوس و المنزل الذي‌* * * يحل به ذو الخير ما كان باقيا

و انتظر الناس بالقتال حمل الرثيث و الأموال، فلما استقلت بهم الإبل موجهة نحو العذيب طلعت عليهم نواصى الخيل من نحو الشأم، و كان عمر، رضى الله عنه، قد أمر أبا عبيدة بن الجراح لما انقضى شأن اليرموك و فتح دمشق بصرف أهل العراق أصحاب خالد الذين قدم بهم عليه إلى العراق، و لم يذكر له عمر خالدا، فضن أبو عبيدة بخالد فحبسه، و قد قيل إن عمر أمر بحبسه، فأمسكه و سرح الجيش و هم ستة آلاف، ألف من أبناء العرب من أهل الحجاز، و سائرهم من ربيعة و مضر، و أمر عليهم هاشم بن عتبة بن أبى وقاص‌ [2]، و على مقدمته القعقاع بن عمرو، أى التميمى، فجعله أمامه، و جعل على إحدى مجنبتيه قيس بن مكشوح المرادى‌ [3]، و لم يكن شهد الأيام، و إنما أتاهم و هم باليرموك حين صرف أهل العراق فصرف معهم، و على المجنبة الأخرى الهزهاز بن عدى العجلى، فطوى القعقاع و تعجل، فقدم على الناس صبيحة يوم أغواث، و قد عهد إلى أصحابه أن ينقطعوا أعشارا، و هم ألف، فكلما بلغ عشرة مد البصر سرح فى آثارهم عشرة، و تقدم هو فى عشرة، فأتى الناس فسلم عليهم، و بشرهم بالجنود، و قال: يا أيها الناس، إنى قد جئتكم فى قوم، و الله لو كانوا بمكانكم، ثم أحسوكم لحسدوكم حظوتها، و حاولوا أن يطيروا بها دونكم، فاصنعوا كما أصنع، فتقدم ثم نادى: من يبارز؟ فسكن الناس إليه، و قالوا لقول أبى بكر الصديق، رضى الله عنه: لا يهزم جيش‌


[1] انظر: الطبرى (3/ 542).

[2] انظر ترجمته فى: الإصابة ترجمة رقم (8934)، أسد الغابة ترجمة رقم (5328)، العبر (1/ 39)، طبقات خليفة (831)، مروج الذهب (3/ 130)، تاريخ بغداد (1/ 196)، مرآة الجنان (1/ 101)، العقد الثمين (7/ 359)، شذرات الذهب (1/ 46).

[3] انظر ترجمته فى: الإصابة ترجمة رقم (7329)، طبقات ابن سعد (5/ 525)، المحبر (261)، معجم الشعراء (198)، تهذيب الأسماء و اللغات (2/ 64)، شذرات الذهب (1/ 46).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 478
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست