responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 441

رجلا، فاختطفاه، و نفر الناس فأعجزوهم إلا ما أصاب المسلمون فى أخرياتهم، فلما انتهيا إلى النجف سرحا به إلى رستم، و هو بكوثى، فقال له رستم: ما جاء بكم؟ و ما ذا تطلبون؟ قال: جئنا نطلب موعود الله عز و جل، قال: و ما موعود الله عز و جل؟ قال:

أرضكم و أبناؤكم و دماؤكم إن أنتم أبيتم أن تسلموا، قال رستم: فإن قتلتم قبل ذلك؟

قال: فى موعود الله عز و جل من قتل منا قبل ذلك أدخله الله الجنة، و أنجز لمن بقى منا ما قلت لك، فنحن من ذلك على اليقين، فقال له رستم: قد وضعنا إذا فى أيديكم، فقال: ويحك يا رستم، إن أعمالكم وضعتكم فأسلمكم الله بها، فلا يغرنك ما ترى حولك، فإنك لست تحاول الإنس، إنما تحاول القضاء و القدر، فاستشاط، فأمر به فضربت عنقه، (رحمه الله).

و ارتحل رستم من كوثى و كأنه يقاد بزمام، حتى إذا كان ببرس أفسد أصحابه و غصبوا الناس أموالهم و وقعوا على نسائهم، فضج العلوج إلى رستم، و شكوا إليه ما يلقون من أصحابه، فجمع المرازبة و الرؤساء فقام فيهم، فقال: يا معشر أهل فارس، و الله لقد صدق العربى، و الله ما أسلمتنا إلا أعمالنا، و الله للعرب فى هؤلاء و هم لهم و لنا حرب أحسن سيرة منكم، إن الله عز و جل إنما كان ينصركم على العدو، و يمكن لكم فى البلاد بالعدل و حسن السيرة، فأما إذ تحولتم عن ذلك، فأظهرتم البغى، و سارعتم فى الفساد، فلا أرى الله عز و جل إلا مغيرا ما بكم، و ما أنا بآمن أن ينزع الله سلطانه منكم، فإنه لم يفعل هذا قوم إلا نزع عنهم النصر، و سلط عليهم العدو.

ثم بعث الرجال، فلقطوا بعض الذين شكوا، فضربت أعناقهم، ثم نادى فى الناس بالرحيل، فسار حتى نزل بجبال دير الأعور، و دعا أهل الحيرة و سرادقه إلى جنب الدير، فأوعدهم و هم بهم، و قال: يا أعداء الله، فرحتم بدخول العرب علينا بلادنا، و كنتم عيونا لهم علينا، و أعنتموهم بالأموال فاتقوا بابن بقيلة، و قالوا له: كن أنت الذي تكلمه، فتقدم إليه ابن بقيلة، فقال له: لا تجمع علينا أمرين: العجز عن نصرنا و اللائمة لنا فى الدفع عن أنفسنا و بلادنا، أما قولك: أنا فرحنا بمجيئهم، و بأى ذلك من أمرهم نفرح؟

إنهم يزعمون أنا عبيد لهم، و ما هم على ديننا، و أنهم ليشهدون علينا أنا من أهل النار، و أما قولك: أنا كنا لهم عيونا فما احتاجوا إلى العيون، لقد ترك أصحابك لهم البلاد حتى كانت خيولهم تذهب حيث شاءت، و أما إعانتهم بالأموال، فإنا صانعناهم بها إذ لم تمنعونا مخافة أن نسبى و نخرب، و تقتل مقاتلتنا و قد عجز عنهم من لقيهم منكم، فكنا نحن أعجز منهم، و لعمرى لأنتم أحب إلينا منهم، فامنعونا نكن لكم، فإنا نحن بمنزلة علج‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 441
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست