responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 440

أرضكم و أبنائكم، و انتزعوا ما فى أيديكم، و كان من رأيى مدافعتهم و مطاولتهم حتى تعود نجومنا فأبى الملك.

و يقال: إن رستم عند ما أمر يزدجرد بالنهوض إلى ساباط كتب إلى أخيه بنحو الكتاب الأول، و زاد فيه: أن السمكة قد كدرت الماء، و أن النعائم قد حبست، و حسنت الزهرة، و اعتدل الميزان، و ذهب بهرام، و لا أرى هؤلاء القوم إلا سيظهرون علينا، و يستولون على ما قبلنا، و إن أشد ما رأيت أن الملك قال: لتسيرن إليهم أو لأسيرن إليهم بنفسى، و أنا سائر إليهم.

و كان الذي جرأ يزدجرد على إرسال رستم غلام جابان منجم كسرى، و كان من أهل فرات بادقلى، فأرسل إليه و قال: ما ترى فى مسير رستم و حرب العرب اليوم؟

فخافه على الصدق فكذبه، و كان رستم يعلم نحوا من عمله، فثقل عليه مسيره لأجل ذلك، و خف على الملك لما غره منه، و قال الملك للغلام: إنى أحب أن تخبرنى بشي‌ء أراه أطمئن به إلى قولك، فقال الغلام لزرنا الهندى: أخبره، فقال: سلنى، فسأله، فقال: أيها الملك، يقبل طائر فيقع على إيوانك، فيقع منه شي‌ء فى فيه هاهنا، و خط دائرة، فقال الغلام: صدق، و الطائر غراب، و الذي فى فيه درهم، فيقع منه على هذا المكان.

و بلغ جابان أن الملك طلبه، فأقبل حتى دخل عليه، فسأله عما قال غلامه، فحسب، فقال: صدق و لم يصب، إنما الطائر عقعق، و الذي فى فيه درهم، فيقع منه على هذا المكان، و كذب زرنا، يندر الدرهم من هاهنا فيستقر هاهنا، و دور دائرة أخرى، فما قاموا حتى وقع على الشرفات عقعق، فسقط منه درهم فى الخط الأول، فنزا فسقط فى الخط الآخر، و نافر الهندى جابان حيث خطأه، فأتيا ببقرة نتوج، فقال الهندى: سخلتها غراء سوداء، فقال جابان: كذبت، بل سوداء صبغاء، فنحرت البقرة فاستخرجت سخلتها، فإذا ذنبها أبيض، و هو بين عينيها، فقال جابان: من هاهنا أتى، و شجعاه على إخراج رستم، فأمضاه.

و لما فصل رستم من ساباط، لقيه جابان على القنطرة، فشكا إليه، و قال: أ لا ترى ما أرى؟ فقال رستم: أما أنا فأقاد بخشاش و زمام، و لا بد من الانقياد و أمر الجالينوس بالتقدم إلى الحيرة، فمضى نحوها حتى اضطرب عسكره بالنجف، و خرج رستم بعده حيث ينزل بكوثى، و أمر الجالينوس عند ما قدمه أن يصيب له رجلا من العرب من جند سعد، فخرج هو و الآزاذمرد، مرزبان الحيرة، فى سرية حتى انتهيا إلى القادسية فأصابا دون قنطرتها

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست