responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 442

السواد، عبيد من غلبنا، فقال لهم رستم: صدقكم الرجل. قال الرفيل: و رأى رستم بالدير أن ملكا هبط من السماء حتى دخل عسكر فارس، فأخذ سلاحهم فختم عليها، ثم رفعها، فأصبح كئيبا، و قد أيقن أن ملكهم قد ذهب، ثم ارتحل حتى نزل النجف فعادت عليه الرؤيا، فرأى ذلك الملك و معه النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، فأخذ الملك سلاح أهل فارس فختمه، ثم دفعه إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فدفعه النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إلى عمر، فأصبح رستم و قد ازداد جزعا، فلما رأى الرفيل ذلك رغبه فى الإسلام فأسلم، و ما كان داعيته إليه إلا ذلك.

و كان رستم قد أرسل إلى قابوس بن المنذر، و قال بعضهم: ابن النعمان بن المنذر:

اكفنا ما كانت آباؤك تكفينا من العرب، و عقد له على أربعة آلاف و قدمه إلى العذيب، فلما قدم سعد بن أبى وقاص بين يديه زهرة بن الجوية يرتاد له منزلا، قدم زهرة أمامه بكر بن عبد الله الكنانى، و قال بعضهم: عبد الله بن بكير، فانتهى إلى العذيب، و وافاه زهرة هنالك، فطرقوا قابوس بياتا فى حصن العذيب فقتلوه و تفرق أصحابه منهزمين، حتى وصلوا إلى رستم، هكذا ذكر المدائنى.

و فى كتاب سيف‌ [1]: أن الآزاذمرد بن الأزاذبه هو الذي بعث قابوس إلى القادسية، و قال له: ادع العرب، فأنت على من أجابك، و كن كما كان آباؤك، فلما نزل القادسية كاتب بكر بن وائل بمثل ما كان النعمان يكاتبهم به مقاربة و وعدا، فلما انتهى خبره إلى المعنى بن حارثة أسرى من ذى قار حتى بيته فأنامه و من معه، ثم رجع، فخرج إلى سعد ابن أبى وقاص بزوجة المثنى و وصيته، و هذا الوجه الذي خرج إليه هو الذي شغله عن تعجيل القدوم على سعد بوصية أخيه، حسب ما ذكرناه قبل.

و عن كريب بن أبى كرب العكلى، و كان فى المقدمات أيام القادسية، قال: قدمنا سعد من شراف، فنزلنا فى عذيب الهجانات ثم ارتحل، فلما نزل علينا، و ذلك فى وجه الصبح، خرج زهرة بن الجوية فى المقدمات، فلما رفع لنا العذيب، و كانت من مسالحهم، استبنى على بروجه ناسا، فما نشاء أن نرى على برج من بروجه رجلا أو بين شرفتين إلا رأيناه، و كنا فى سرعان الخيل، فأمسكنا حتى تلاحق بنا كثف، و نحن نرى أن فيها خيلا، ثم أقدمنا على العذيب، فلما دنونا منه، خرج منه رجل يركض نحو القادسية، فانتهينا إليه، فدخلنا فإذا ليس فيه أحد، و إذا ذلك الرجل هو الذي تراءى لنا على البروج و بين الشرف مكيدة، ثم انطلق بخبرنا، فطلبناه فأعجزنا، و سمع بذلك زهرة


[1] انظر: الطبرى (3/ 489).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 442
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست