responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 439

أنفع من بعض الظفر، فألح يزدجرد و ترك الرأى، و كان ضيقا لجوجا، و قال لرستم:

امض حتى يأتيك أمرى، فخرج حتى ضرب عسكره بساباط و وجه إليه الملك المرازبة و القواد و الأساورة و استحثه فى المسير، فأعاد عليه رستم كلامه، و قال: أيها الملك، إن هزيمتى لهم دونها ما بعدها و عليكم دونها ما بعدها، و لقد اضطرنى تضييع الرأى إلى إعظام نفسى و تزكيتها، و لو أجد من ذلك بدا لم أتكلم به، فأنشدك الله فى أهلك و نفسك و ملكك، دعنى أقم بعسكرى و أسرج الجالينوس، فإن تكن لنا فذاك، و إلا فأنا على رجل و أبعث غيره، حتى إذا لم نجد بدا و لا حيلة صبرنا لهم، و قد وهناهم و حسرناهم و نحن جامون، موفورون، فأبى إلا أن يسير.

و لما نزل رستم بساباط و جمع أداة الحرب و آلاتها، بعث على مقدمته الجالينوس فى أربعين ألفا، و خرج هو فى ستين ألفا، و ساقته فى عشرين ألفا، و عليها الفيرزان، و على ميمنته الهرمزان، و على الميسرة مهران بن بهرام الرازى، و قال رستم: ليشجع الملك إن فتح الله علينا هؤلاء القوم فهو وجهنا إلى ملكهم فى داره حتى نشغلهم فى أهلهم و بلادهم، إلا أن يقبلوا المسالمة و يرضوا بما كانوا يرضون به.

و قال سيف عن أشياخه‌ [1]: خرج رستم فى عشرين و مائة ألف كلهم متبوع، فكانوا بأتباعهم أكثر من مائتى ألف، ثم إن رستم رأى رؤيا فكرهها، و أحس لها الشر، و كره لها الخروج و لقاء القوم، و اختلف عليه رأيه و اضطرب، و سأل الملك أن يمضى الجالينوس، و يقيم حتى ينظر ما يصنعون، و قال: إن غناء الجالينوس كغنائى، و إن كان اسمى أشد عليهم من اسمه، فإن ظفر فهو الذي نريد، و إن تكن الأخرى وجهنا مثله، و دافعنا هؤلاء القوم إلى يوم ما، فإنى لا أزال مرجوا فى أهل فارس ما لم أهزم، و لا أزال مهيبا فى صدور العرب، و لا يزالون يهابون الإقدام ما لم أباشرهم، و إن باشرتهم اجترءوا آخر دهرهم، و انكسر أهل فارس آخر دهرهم.

قالوا: و لما أبى الملك إلا مسير رستم، كتب رستم إلى أخيه و إلى رءوس بلاده: من رستم بن البندوان إلى مرزبان الباب و سهم أهل فارس، الذي كان يعد لكل عظيمة، فيفض الله به الجموع، و يفتح به الحصون، و من قبله من عظماء أهل فارس و المرازبة و الأساورة، فرموا حصونكم، و أعدوا و استعدوا، فكأنكم بالعرب هذه الأمة الذليلة كانت عندكم الخسيسة المنزلة الضيقة المعيشة قد وردوا بلادكم، و قارعوكم على‌


[1] انظر: الطبرى (3/ 505).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست