responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 424

و قال ابن ذى السهمين محدثا: قلت لأصحابى إنى سمعت الأمير يقرأ و يذكر فى قراءته الزحف، فما ذكره إلا لفضل فيه، فاقتدوا برايتكم و لتحمى خيلكم رجلكم، و ازحفوا فما لقول الله من خلف، فأنجز الله لهم وعده كما رجوت.

و قال عرفجة محدثا: حزنا كتيبة منهم إلى الفرات، و رجوت أن يكون الله قد أذن فى غرقهم و أن يسلينا بها عن مصيبة الجسر، فلما حصلوا فى حد الإحراج كروا علينا فقتلناهم قتالا شديدا حتى قال بعض قومى: لو أخذت رايتك، فقلت علىّ إقدامها، و حملت بها على حاميتهم فقتلته فولوا نحو الفرات فما بلغوه و منهم أحد فيه الروح.

و قد كان المثنى قال يومئذ: من يتبع آثار المنهزمة حتى يبلغ السيب؟ فقام جرير فى قومه فقال: يا معشر بجيلة إنكم و جميع المسلمين ممن شهد هذا اليوم فى السابقة و الفضيلة سواء، و ليس لأحد منهم فى هذا الخمس غدا من النفل مثل الذي لكم منه، نفلا من أمير المؤمنين، فلا يكونن أحد أسرع إلى هذا العدو و لا أشد عليه منكم للذى لكم منه إلى ما ترجون، فإنما تنتظرون إحدى الحسنيين الشهادة و الجنة أو الظفر و الغنيمة و الجنة.

و مال المثنى على الذين أرادوا أن يستنثلوا بالأمس من منهزمة يوم الجسر فقال: أين المستنثل بالأمس و أصحابه؟ انتدبوا فى آثار هؤلاء القوم إلى السيب و أبلغوا من عدوكم ما تغيظونهم به فهو خير لكم و أعظم أجرا، و استغفروا الله إن الله غفور رحيم.

و كان هذا المستنثل، أو هو إن شاء الله سعد بن عبيد الأنصاري، قد أراد الخروج بالأمس من صف المسلمين إلى العدو، فقيل للمثنى: أ لا ترى إلى هذا الرجل الذي يريد أن يستنثل، فركض إليه، فقال: يا أبا عبد الله، ما تريد أن تصنع؟ قال: فررت يوم أبى عبيد، فأردت أن تكون توبتى و انتصارى أن أمشى إليهم فأقاتل حتى أقتل، قال: إذن لا تضر عدوك و لا تنفع وليك، و لكن أدلك على ما هو خير لك، تثبت على صفك و تجزى قرنك و تواسى أخاك بنفسك و تنصره و ينصرك فتكون قد نفعت المسلم و ضررت العدو، فأطاعه و ثبت مكانه، فكان يومئذ أول منتدب.

فأمر المثنى أن يعقد لهم الجسر ثم أخرجهم فى أثر القوم، و اتبعتهم بجيلة و خيول المسلمين بعد من كل فارس، و لم يبق فى العسكر جسرى إلا خرج فى الخيل، فانطلقوا فى طلب العدو حتى بلغوا السيب، فأصابوا من البقر و السبى و سائر الغنائم شيئا كثيرا فقسمه المثنى عليهم، و فضل أهل البلاء من جميع القبائل، و نفل بجيلة يومئذ ربع الخمس بينهم بالسوية و بعث بثلاثة أرباعه إلى عمر، رضى الله عنه، و ألقى الله الرعب فى قلوب‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست