responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 425

أهل فارس، و كتب القواد الذين قادوا الناس فى الطلب إلى المثنى، و كتب إليه عاصم و عصمة و جرير: إن الله قد كفى رستم و وجه لنا ما رأيت، و ليس دون القوم شي‌ء، فأذن لنا فى الإقدام، فأذن لهم فأغاروا حتى بلغوا ساباط، و تحصن أهلها منهم، و استباحوا القريات دونها و راماهم أهل الحصن عن حصنهم بساباط ثم انطفئوا راجعين إلى المثنى.

قالوا: و كان المثنى و عصمة و جرير أصابوا فى أيام البويب على الظهر نزل مهران غنما و دقيقا و بقرا، فبعثوا بها إلى عيالات من قدم من المدينة و قد خلفوهن بالقوادس، و إلى عيالات أهل الأيام قبلهم و هن بالحيرة، و كان دليل الذين ذهبوا بنصيب العيالات اللواتى بالقوادس عمرو بن عبد المسيح بن بقيلة، فلما رفعوا للنسوة فرأين الخيل تصايحن و حسبنها غارة فقمن دون الصبيان بالحجارة و العمد، فقال عمرو: هكذا ينبغى لنساء هذا الجيش، و بشروهن بالفتح.

و لما أهلك الله، عز و جل، مهران استكمن المسلمون من الغارة على السواد فيما بينهم و بين دجلة، فمخروها لا يخافون كيدا و لا يلقون فيها مانعا، و انتفضت مسالح العجم فرجعت إليهم و اعتصموا بالساباط، و سرهم أن يتركوا ما وراء دجلة، و نزل جرير و المثنى الحيرة و بثا المسالح فيما بين الأنبار و عين التمر إلى الطف، فمن كان أقام على صلحه قبلوا ذلك منه، و من نقض أغاروا عليه، فكان أهل الحيرة و بانيقيا و غيرهم على صلحهم.

و كانت وقعة البويب فى رمضان من سنة ثلاث عشرة.

و تنازع، أيضا، المثنى و جرير الإمارة، و كان المثنى أحب إلى نزار، و جرير أحب إلى اليمانية، فكتب إلى عمر، (رحمه الله)، فى ذلك، فكان من مشورته فيه و عمله ما سيأتى بعد ذكره.

و شخص المثنى عند ذلك فنزل أ ليس، و يقال شراف، و هو وجع من جراحات به، و ارتحل معه عامة النزارية، فلما رأى ذلك جرير تحول فنزل العذيب مع العيال، و معه أخلاط الناس و هو الأمير عليهم فى قول بعضهم، و فى هذه الإمارات كلها اضطراب من نقلة الأخبار و اختلاف بين القبائل، فبنو شيبان تقول: كان جرير الأمير يوم قتل مهران المثنى، و بجيلة تقول: كان الأمير يوم ذلك و قبل و بعد، و الأظهر مما تقدم من الأخبار أن المثنى كان الأمير فى تلك الحرب، إلا أن يكون جرير على من معه كما قد قيل، فالله تعالى أعلم.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست