responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 417

و قد كانت قدمت بجيلة فيهم جرير بن عبد الله، و سيدهم عرفجة بن هرثمة البارقى، حليف لهم، فقال عمر: اخرجوا إلى العراق، و أمر عليهم عرفجة، فقال جرير لبجيلة:

أخبروا عمر أنه ولى عليكم رجلا ليس منكم، و كانت بجيلة قد غضبت على عرفجة فى أمر عرض بينهم و بينه، فكلموا عمر فى ذلك و استعفوه منه، فقال: لا أعفيكم من أقدمكم هجرة و إسلاما، و أعظمكم بلاء و إحسانا، فلما أعلموه أنه ليس منهم، قال لعرفجة: إن هؤلاء استعفونى منك، و زعموا أنك لست منهم، فما عندك؟ قال: صدقوا، لست منهم و ما يسرنى أننى منهم، أنا امرؤ من الأزد من بارق فى كثف لا يحصى عدده، و حسب غير مؤتشب. فقال عمر: نعم الحى الأزد، يأخذون نصيبهم من الخير و الشر.

و قال عرفجة: إنه كان من شأنى أن الشر تفاقم فينا، و دارنا واحدة، و أصبنا الدماء، و وتر بعضنا بعضا فاعتزلتهم لما خفتهم، فكنت فى هؤلاء أسودهم و أقودهم، فحفظوا علىّ لأمر دار بينى و بين دهاقنتهم، فحسدونى و كفرونى، فقال: لا يضرك فاعتزلهم إذ كرهوك.

و قيل: إن عمر قال: اثبت على منزلتك و دافعهم، قال: لست فاعلا، و لا سائرا، فأمر عليهم جرير بن عبد الله، و قيل: إن جريرا كان إليه من بجيلة بعضها، فجمعها إليه عمر، و قال له جرير: يا أمير المؤمنين إن قومى متفرقون فى العرب، فأخرجهم و أنا أغزو بهم أرض فارس، و كانوا متفرقين فى هوزان و غطفان و تميم و فى أزد شنوءة و الطائف و جرش، فكتب عمر إلى القبائل التي فيها بجيلة: أى نسب تواصل عليه الناس قبل الإسلام فهو النسب ليس لأحد أن يدعه، و ليس له أن ينتقل إلى غير ما كان يعرف به، فمن كان من بجيلة لم ينتسب إلى غيرهم حتى جاء الإسلام فلا تحولوا بينهم و بين الرجوع إلى قومهم، فخرج قيس كبة و شحمة و عرينة من هوازن و غيرها من القبائل، و خرج العتيل و الفتيان من بنى الحارث و خرج على و ذبيان من الأزد بالسراة، و لما أعطى عمر، رضى الله عنه، جريرا حاجته فى استخراج بجيلة من الناس فأخرجهم، أمرهم بالموعد بين مكة و المدينة، و لما تتاموا قال لجرير: اخرج حتى تلحق بالمثنى، فكره ذلك جرير و مال إلى الشام، فقال له عمر: قد علمتم ما لقى إخوانكم بأرض فارس، فاخرجوا فإنى أرجو أن يورثكم الله أرضهم و ديارهم، و لك الربع من كل شي‌ء بعد الخمس، و قيل: بل جعل له و لقومه ربع الخمس مما أفاء الله عليه فى غزاتهم هذه، له و لمن اجتمع إليه و من أخرج له من القبائل، استصلحهم عمر، رضى الله عنه، بذلك، إذ كان هواهم‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 417
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست