responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 416

فامضوا على بركة الله، فأمر عمر على الأزد رجلا منهم، و على كنانة غالب بن عبد الله الليثى فشخصوا إلى أرض الكوفة، فقدموا على المثنى بن حارثة، فأقبل بهم حتى نزلوا العذيب.

و فيما ذكره سيف‌ [1] أن الأزد و كنانة لما سألوا الشام قال لهم عمر: ذلك وجه قد كفيتموه، العراق العراق اذروا بلدة قد فل الله شوكتها و عدوها، و استقبلوا جهاد قوم قد حووا فنون العيش، لعل الله أن يرث بكم قسطكم من ذلك فتعيشوا مع من عاش من الناس، فقال غالب الليثى و عرفطة البارقى، كل واحد منهما لقومه: يا عشيرتاه أجيبوا أمير المؤمنين إلى ما أراد، فقال كل فريق لصاحبهم: إنا قد أطعناك و أجبنا أمير المؤمنين إلى ما أراد، فدعا لهم عمر بخير، و أمر على كنانة غالبا و سرحه فيهم، و أمر على الأزد عرفجة بن هرثمة البارقى و عامتهم من بارق، و فرحوا برجوع عرفجة إليهم. فخرج هذا فى قومه و هذا فى قومه حتى قدما على المثنى، و كان عرفجة هذا حليفا فى بجيلة لأمر عرض له فى قومه أخرجه عنهم، و من قدمته هذه رجع إلى قومه و نسبه حسب ما يذكر بعد إن شاء الله تعالى.

و قدم بعدهم أربعمائة أهل بيت من كندة و السكون، فيهم الأشعث بن قيس و معاوية بن حديج و شرحبيل بن السمط، فقالوا: يا أمير المؤمنين قدمنا نريد سلفنا بالشام، فنظر إليهم و عليهم الحلل فأعرض عنهم، فكلموه، أيضا، فلم يأمرهم بشي‌ء، فقيل له: ما يمنعك؟ قال: إنى لمتردد فيهم منقبض عنهم، لا ينزل هؤلاء بلدا إلا فتنوا أهله، و ما قدم أحد المدينة أكره إلىّ منهم، فأمضى نصفهم إلى الشام، عليهم معاوية بن حديج، و نصفهم إلى العراق عليهم شرحبيل بن السمط.

و قدم من مذحج المدينة ألف بيت فيهم ثلاثمائة أهل بيت من النخع، فقال عمر:

سيروا إلى أرض فارس، قالوا: لا، و لكنا نسير إلى الشام، فقال يزيد بن كعب النخعي:

أنا أخرج فيمن أطاعنى، فخرج فى ثلاثمائة أهل بيت من النخع، و قال هند الجملى: أنا أخرج فيمن أطاعنى، فخرج فى خمسمائة أهل بيت من مراد، فكان عمر يقول بعد ذلك: سيد أهل الكوفة سمى المرأة هند الجملى.

ثم قدم المدينة أهل ألف بيت من همدان، فقالوا لعمر: خر لنا. قال: أرض العراق.

قالوا: بل الشام، قال: بل العراق، فصرفوا ركابهم إلى العراق.


[1] انظر: الطبرى (3/ 463).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 416
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست