responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 413

و كتب عمر مع عروة إلى المثنى بن حارثة: أما بعد، فإن الله كتب القتل على قوم فلم يكن مماتهم ليكون إلا قتلا، و كتب على قوم الموت فهم يموتون موتا، فطوبى لمن قتل فى سبيل الله محتسبا نفسه صابرا، و قد بلغنى عنك ما كنت أحب أن تكون عليه، فالزم مكانك الذي أنت به، و ادع من حولك من العرب، و لا تعجل إلى قتال إلا أن تقاتل، أو ترى فرصة حتى تأتيك أمداد المسلمين، و كأن قد أتتك على الصعبة و الذلول.

فقدم عروة بن زيد على المثنى بكتاب عمر، و رجع أهل الحجاز و أسد و غطفان إلى بلادهم، و أقام المثنى حتى قدمت الأمداد.

و يقال: إن أول خبر تحدث به عن أهل الجسر بالمدينة أن رجلا قدمها من الطائف فجلس إلى حذاء فقال: ما لى لا أسمع أهل المدينة يبكون قتلاهم؟ فقال له الحذاء: و من قتل؟ قال:

قتل أبو عبيد بن مسعود، و سليط بن قيس، فأخذ الحذاء بتلابيبه حتى أتى به عمر فأخبره بما قال، فقال له عمر: ما تقول ويلك! قال: يا أمير المؤمنين إنّا منذ ليال بفناء من أفنية الطائف إذ سمعنا أصوات نساء من ناحية باب شهار يقلن: يا أبا عبيداه، و يا سليطاه، و سمعنا قائلا يقول:

إن بالجسر فتية سعداء* * * صبرا صادقين يوم اللقاء

كم تقى مجاهد كان فيهم‌* * * خاشع القلب مستجاب الدعاء

يجأر الليل كله بعويل‌* * * و نجيب و زفرة و بكاء

قال: فما انقضى حديثه حتى قدم عبد الله بن زيد الخطمى، و كان أول من قدم بخبر الجسر ممن شهده فمر بباب حجر عائشة، و يقال: أتى عمر و هو على المنبر فلما دخل المسجد و رآه عمر قال: ما عندك يا ابن زيد؟ قال: أتاك الخبر يا أمير المؤمنين، ثم صعد إليه فأخبره، فقالت عائشة: ما رأينا رجلا حضر أمرا فحدث عنه كان أثبت حديثا من عبد الله بن زيد و لا أخفى فزعا.

و لما قدم أهل المدينة المدينة و أخبروا عمن سار منهم إلى البادية استحياء من الهزيمة، اشتد ذلك على عمر، (رحمه الله)، فرق للناس و رحمهم، و قال: اللهم إن كل مسلم فى حل منى، أنا فئة كل مسلم، من لقى العدو ففزع بشي‌ء من أمره فأنا له فئة؛ يرحم الله أبا عبيد، لو كان انحاز إلىّ لكنت له فئة.

و كان معاذ القارئ ممن شهدها و فر يومئذ، و كان يصلى بالناس فى شهر رمضان على‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 413
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست