responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 412

فى جريدة خيل، فاعترضاه يظنانه هاربا، فأخذهما أسيرين فضرب أعناقهما، و قال: أنتما كذبتما أميرنا و استفززتماه.

و خرج أهل أ ليس على أصحابها، فأخذوهم فجاءوا بهم إلى المثنى، فضرب أعناقهم، و عقد بذلك لأهل أ ليس ذمة ثم رجع إلى عسكره.

و قيل: بل لقيهم المثنى فقتل مردانشاه فى المعركة و أسر جابان فضرب المثنى رقبته، و قد تقدم فى ذكر ملتقى أبى عبيد بجابان بين الحيرة و القادسية أن أكتل بن شماخ العكلى أسر مردانشاه ثم ضرب عنقه، و أسر مطر بن فضة جابان فخدعه و افتدى منه، و أحد الأمرين هو الصحيح فى قتل مردانشاه، فالله أعلم.

و انهزم المشركون، و مضى المثنى إلى أ ليس، و تفرق بنو تميم إلى بواديهم، و مضى أهل المدينة و أسد غطفان فنزلوا الثعلبية. و كان لعروة بن زيد الخيل من حسن الغناء فى يوم الجسر ما تقدم ذكره، فقال له المثنى: يا عروة، أما و الله لو أن معى مثلك ألف فارس من العرب ما تهيبت أن أصبح ابن كسرى فى مدائنه و ما كنت أكره أن ألقى مثل هذا الجمع الذي فل المسلمين مصحرا و لرجوت أن يظفرنى الله بهم، فهل لك فى المقام معى لا أوثر عليك نفسى و لا أحدا من قومى؟ قال: لا، إنى كنت مع هذا الرجل، يعنى أبا عبيد، و قد أصيب، فأرجع إلى عمر فيرى رأيه.

فلما نزل الناس التعلبية سألوا عروة أن يأتى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، بكتابهم، فكتبوا إليه: إنا لقينا عدو الإسلام من أهل فارس بمكان يقال له قس الناطف فقتل أميرنا أبو عبيد و أمراء أمرهم أبو عبيد، و سليط بن قيس و رجال من المسلمين منهم من تعرف، و منهم من تنكر، و تولى أمر الناس المثنى بن حارثة أخو بنى شيبان فحماهم فى فوارس، جزاهم الله عن الإسلام خيرا، فكتبنا إليك و قد نزلنا الثعلبية فرارا من الزحف لا نرى إلا إنّا قد هلكنا، و قد بعثنا إليك فارس المسلمين عروة يخبرك عنا و يأتينا بأمرك.

فلما قرأ عمر الكتاب فانتهى إلى قوله: منهم من تعرف و منهم من تنكر بكى و قال:

ما ضر قوما عرفهم الله أن ينكرهم عمر، لكن الله لا يخفى عليه من عباده المحسنون، يا عروة ارجع إليهم فأعلمهم أنهم ليسوا بفرار، و إنما انحازوا إلىّ، و أنا لهم فئة، و سيفتح الله عليهم تلك البلاد إن شاء الله، يرحم الله أبا عبيد لو انحاز إلينا و اعتصم بالحيف لكنا له فئة.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 412
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست