responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 408

شاء الله، قصدا للتهذيب و حرصا على الجمع بين الإمتاع و الإيجاز بحول الله سبحانه.

و أفتتح بما افتتح به المدائنى هذه القصة للذى ذكرته من حسن اتصال حديثه.

قال: و لما فتح أبو عبيد ما فتح، و هزم تلك الجنود، و نزل الحيرة، و رجعت المرازبة إلى يزدجرد منهزمين، شمتهم، و أقصاهم، و دعا بهمن ذا الحاجب فعقد له على اثنى عشر ألفا، و قال له: قدم هؤلاء الذين انهزموا، فإن انهزموا فاضرب أعناقهم، و دفع إليه درفش كايبان، راية كانت لكسرى فكانوا يتيمنون بها، و كانت من جلود النمور، عرضها ثمانية أذرع فى طول اثنى عشر ذراعا، و أعطاه سلاحا كثيرا، و حمل معه من أداة القتال و آله الحرب أوقارا من الإبل، و دفع إليه الفيل الأبيض، فخرج فى عدة لم ير مثلها.

و فى كتاب سيف أن رستم هو صاحب ذلك، و أنه الذي رجع إليه الجالينوس و من أفلت من جنده بناء على ما قدمنا من الاختلاف فى ملك فارس إلى من كان حينئذ.

قال: فقال رستم: أى العجم أشد على العرب فيما ترون؟ قالوا: بهمن جاذويه، و هو ذو الحاجب، فوجهه و معه الفيلة، ورد جالينوس معه. و ذكر بعض ما تقدم.

و بلغ المسلمون مسيرهم، فقال المثنى لأبى عبيد: إنك لم تلق مثل هذا الجمع و لا مثل هذه العدة، و لمثل ما أتوك به روعة لا تثبت لها القلوب، فارتحل من منزلك هذا حتى نعبر الفرات و نقطع الجسر و تصير الفرات بينك و بينهم فتراهم، فإن عبروا إليك قاتلتهم، و استعنت الله، قال: إنى لأرى هذا و هنا، ثم أخذ برأى المثنى فعبر الفرات و نزل المروحة و قطع الجسر، و أقبل بهمن فنزل قس الناطف، بينه و بين أبى عبيد الفرات، و أرسل إلى أبى عبيد: إما أن تعبر إلينا، و إما أن نعبر إليك. فقال أبو عبيد: نعبر إليكم. فقال المثنى أذكرك الله و الإسلام أن لا تعبر إليهم، فحلف ليعبرن إليهم، و دعا ابن صلوبا فعقد له الجسر فقال سليط بن قيس الأنصاري: يا أبا عبيد أذكرك الله أن لا تركت للمسلمين مجالا، فإن العرب من شأنها أن تفر ثم تكر، فاقطع هذا الجسر و تحول عن منزلك و انزل أدنى منزل من البر و تكتب إلى أمير المؤمنين فتعلمه ما قد أجلبوا به علينا، و نقيم فإذا كثر عددنا و جاء مددنا رجعنا إليهم و بنا قوة، و أرجو أن يظهرنا الله عليهم. قال: جبنت و الله يا سليط. قال: و الله إنى لأشد منك بأسا، و أشجع منك قلبا، ثم تقدم فعبر، فقال المثنى لأبى عبيد: و الله ما جبن، و لكن أشار بالرأى، و أنا أعلم بقتال هؤلاء منك، لئن عبرت إليهم فى ضيق هذا المطرد ليجزرن المسلمين هذا العدو. و قال: و الله لأعبرن إليهم، و كان رسول بهمن قد قال: إن أهل فارس قد عيروهم، يعنى المسلمين، بالجبن‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 408
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست