اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 407
و فزنا على الأيام و الحرب لاقح* * * بجرد حسان أو برود غرائر
و ظلت فلال النرسيان و تمره* * * مباحا لمن بين الدبا و الأصافر
أبحنا حمى قوم و كان حماهم* * * حراما على من رامه بالعساكر
و قال، أيضا، يذكر ملتقى القوم بالنمارق:
لعمرى و ما عمرى علىّ بهين* * * لقد صبحت بالخزى أهل النمارق
نجوسهم ما بين أ ليس غدوة* * * و بين قديس فى طريق البرارق
بأيدى رجال هاجروا نحو ربهم* * * يجوسونهم ما بين درتا و بارق
و بين الرواة فيما تقدم من الأخبار اختلاف فى أسماء الأعاجم و الأماكن، و فى التقديم و التأخير لم أر لذكر أكثر ذلك وجها إلا ما كان منه زائدا فى الإمتاع و محسنا انتظام الحديث.
و مما ذكروا أن عمرا، رضى الله عنه، تقدم به إلى أبى عبيد حين بعثه فى هذا الوجه و أوصاه بجنده، أن قال له: إنك تقدم على أرض المكر و الخديعة و الخيانة و الجبرية، و تقدم على قوم جرءوا على الشر فعلموه، و تناسوا الخير فجهلوه، فانظر كيف تكون! و اخزن لسانك، و لا يفشون لك سر؛ فإن صاحب السر ما ضبطه متحصن لا يؤتى من وجه يكرهه، و إذا ضيعه كان بمضيعة.
و يقال لها: وقعة القس، قس الناطف، و يقال لها: المروحة.
و قد جمعت الذي أوردت هنا من الحديث عن هذه الوقعة من أحاديث متفرقة أوردها الخطيب أبو القاسم، (رحمه الله)، فى كتابه عن سيف بن عمر و غيره، يزيد بعضها على بعض و مما وقع إلىّ، أيضا، عن أبى الحسن المدائنى فى فتوح العراق، و حديثه أطول افتضاضا و أشد اتصالا، و قد جعلت هذه الأحاديث كلها على اختلافها حديثا واحدا، إلا أن يعرض فيها ما يتناقض، فإما أن أسقط، حينئذ، أحد النقيضين بعد الاجتهاد فيه و فى الذي أوثر إثباته منهما، و إما أن أذكرهما معا و أبين ذلك، و أنسبه إلى من وقع ذكره فى حديثه، و كثيرا ما مضى عملى فى هذا الكتاب على هذا النحو، و عليه يستمر، إن
[1] انظر: الطبرى (3/ 454- 459)، الكامل لابن الأثير (2/ 301- 303)، البداية و النهاية لابن كثير (7/ 27- 29)، نهاية الأرب للنويرى (19/ 182- 184).
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 407