responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 406

فاقتتلوا فى صحار ملس هناك قتالا شديدا، ثم إن الله، عز و جل، هزم فارس، و هرب نرسى، و غلب المسلمون على عسكره و أرضه، و أخذ أبو عبيد ما حوى معسكرهم، و جمع الغنائم، فرأى من الأطعمة شيئا عظيما، فبعث فيمن يليه من العرب فانتفلوا ما شاءوا، لا يؤثرون فيه، و أخذت خزائن نرسى، فلم يكونوا بشي‌ء مما خزن أفرح منهم بالنرسيان؛ لأنه كان يحميه و يمالئه عليه ملوكهم، فاقتسمه المسلمون، فجعلوا يطعمونه الفلاحين.

قال المدائنى: و سار أبو عبيد إلى الجالينوس فلقيه بباروسما فهزمه، فلحق بالمدائن، و بلغ الذين كانوا ببابل هزيمة نرسى و جالينوس، فرجعوا إلى المدائن، و دخل أبو عبيد باروسما، فصالحه ابن الأنذرزعر عن كل رأس بأربعة دراهم، و هيئوا له طعاما فأتوه به، فقال: لا آكل إلا ما يأكل مثله المسلمون. فقالوا: كل، فكل أصحابك يأكل مثل ما تؤتون به، فأكل، فلما راح المسلمون سألهم عن طعامهم فأخبروه، فإذا الذي أكلوا مثل طعامه.

و فى بعض ما أورده سيف من الأخبار أن ابن الأنذرزعر لما أعلم أبا عبيد بالطعام الذي صنعوا له، و أتوا به قال لهم: هل أكرمتم الجند بمثله و قريتموهم؟ قالوا: لا، قال:

فردوه فلا حاجة لنا فيه، بئس المرء أبو عبيد إن صحب قوما من بلادهم اهراقوا دماءهم دونه، أو لم يهريقوها فاستأثر عليهم بشي‌ء يصيبه! لا و الله لا يأكل مما أفاء الله عليهم إلا مثل ما يأكل أوساطهم!.

قال المدائنى: و بعث أبو عبيد من باروسما المثنى بن حارثة إلى زندورد، و عاصم بن عمرو الأسدي إلى نهر جوير، و عروة بن زيد الخيل إلى الزوابى، فأما المثنى فإن أهل زندورد حاربوه فظفر بهم فقتل و سبى، و أما أهل الزوابى و نهر جوبر فصالحوا على صلح باروسما، فبعث أبو عبيد بخمس ما أصاب من أ ليس و خفان و كسكر و زندورد، و ما صالح عليه إلى عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، و نزل أبو عبيد و المسلمون الحيرة.

و ذكر سيف، أيضا، أنهم بعثوا بخمس ما أصابوا من النرسيان إلى عمر، (رحمه الله)، و كتبوا إليه: إن الله، عز و جل، أطعمنا مطاعم كانت الأكاسرة يحمونها الناس، فأحببنا أن تروها لتذكروا أنعم الله و أفضاله.

و قال فى ذلك عاصم بن عمرو:

ضربنا حماة النرسيان بكسكر* * * غداة لقيناهم ببيض بواتر

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست