responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 405

و فيما ذكره سيف من الأحاديث أن أبا عبيد لما نزل خفان مع المثنى أقام بها أياما ليستجم أصحابه، و قد اجتمع إلى جابان بشر كثير، و خرج أبو عبيد بعد ما جم الناس و طهرهم، و جعل المثنى على الخيل، فنزلوا على جابان بالنمارق فاقتتلوا قتالا شديدا، فهزم الله أهل فارس، و أسر جابان، أسره مطر بن فضة أحد بنى تيم الله، و أسر مردان شاه، أسره أكتل بن شماخ العكلى، فأما أكتل فإنه ضرب عنق مردان شاه، و ذلك أنه سأله: ما اسمك؟، فيما ذكره المدائنى، فقال له: مردان شاه. قال: و ما مردان شاه؟ قال:

ملك الرجال. قال: لا جرم و الله لأقتلنك، فقتله. و أما مطر بن فضة فإن جابان خدعه و هو لا يعرفه، و كان جابان شيخا كبيرا، فقال لمطر: إنكم معشر العرب أهل وفاء، فهل لك أن تؤمننى و أعطيك غلامين أمردين خفيفين فى عملك و كذا و كذا، قال: نعم، قال:

فأدخلنى على ملككم حتى يكون ذلك بمشهد منه، فأدخله على أبى عبيد، فتم له على ذلك و أجاز ذلك أبو عبيد، فعرفه ناس فقالوا لأبى عبيد: هذا الملك جابان، و هو الذي لقينا بهذا الجمع، فقال أبو عبيد: فما تأمروننى، أ يؤمنه صاحبكم و أقتله أنا، معاذ الله من ذلك.

و فى رواية: إنى أخاف الله إن قتلته، و قد أمنه رجل من المسلمين فى الذمة و التود و التناصر كالجسد، ما لزم بعضهم لزم كلهم. فقالوا: إنه الملك، قال: و إن كان لا أعذر به، فتركه، و قال له: اذهب حيث شئت.

و هرب أصحاب جابان حين أسر إلى كسكر و نرسى بأسفلها. و كانت كسكر قطيعة له، و كان النرسيان له، يحميه لا يأكله بشر، إلا ملك فارس، أو من أكرموه فيه بشي‌ء، و لا يغرسه غيرهم، فكان ذلك مذكورا من فعلهم فى الناس، و أن ثمرهم هذا حمى، فقال رستم و بوران لنرسى: أشخص إلىّ قطيعتك فأحمها من عدوك و عدونا و كونن رجلا، فلما انهزم الناس يوم النمارق، و وجهت الفالة نحو نرسى، و نرسى فى عسكره، نادى أبو عبيد بالرحيل، و قال للمجردة: اتبعوهم حتى تدخلوهم عسكر نرسى، أو تبيدوهم فيما بين النمارق إلى بارق درونى‌ [1].

و مضى أبو عبيد حين ارتحل من النمارق حتى ينزل على نرسى بكسكر، و المثنى فى تعبئته التي قاتل فيها جابان، و قد أتى الخبر رستم و بوران بهزيمة جابان، فبعثوا إليه الجالينوس، و بلغ ذلك نرسى و أهل كسكر و باروسما و نهر جوبر و الزوابى، فرجوا أن يلحق قبل الوقعة، و عالجهم أبو عبيد، فالتقوا أسفل من كسكر بمكان يدعى السقاطية،


[1] بارق: ماء بالعراق من أعمال الكوفة. انظر: معجم البلدان (1/ 319).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست