responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 377

و لما كتب هرمز إلى ملكهم بكتاب خالد إليه بمسيره من اليمامة نحوه، أمده بقارن بن قربانس، فخرج من المدائن ممدّا لهرمز؛ حتى إذا انتهى إلى المذار بلغته الهزيمة؛ و انتهى إليه الفلال فتذامروا، و قال فلال الأهواز و فارس لفلال السواد و الجبل: إن افترقتم لم تجتمعوا بعدها أبدا؛ فاجتمعوا على العدو مرة واحدة، فهذا مدد الملك و هذا قارن، لعل الله يديلنا و يشفينا من عدونا و ندرك بعض ما أصابوا منّا. ففعلوا و عسكروا بالمذار، و استعمل قارن على مجنبتيه قباذ و أنوشجان، فأرسل المثنى إلى خالد بالخبر؛ فعند ذلك قسم خالد الفي‌ء على من أفاء الله عليه، و نفل من الخمس ما شاء الله، و بعث مع الوليد ابن عقبة ببقيته، و بالفتح إلى أبى بكر، و بالخبر عن القوم، و باجتماع المغيث منهم و المغاث إلى الثنى، و هو النهر، و خرج خالدا سائرا إليهم حتى ينزل المذار، فالتقوا و خالد على تعبئته، فاقتتلوا على حنق و حفيظة، و خرج قارن يدعو للبراز، فبرز له خالد و أبيض الركبان معقل بن الأعشى بن النباش، فابتدراه، فسبقه إليه معقل فقتله، و قتل عاصم أنوشجان، و قتل عدى قباذ. و كان شرف قارن قد انتهى؛ ثم لم يقاتل المسلمون بعده أحدا انتهى شرفه فى الأعاجم.

و قتلت فارس مقتلة عظيمة؛ فضموا السفن و منعت المياه المسلمين من طلبهم. و أقام خالد بالمذار، و سلم الأسلاب لمن سلبها بالغة ما بلغت و قسم الفي‌ء و نفل من الأخماس ما نفل فى أهل البلاء، و بعث ببقيتها إلى أبى بكر، رضى الله عنه.

و عن الشعبى قال: دفع خالد إلى أبيض الركبان سلب قارن و قيمته مائة ألف، و إلى عاصم و عدى سلب أنوشجان و قباذ، و قيمة سلب كل واحد منهما ثلاثة أرباع الشرف.

و عن أبى عثمان قال: قتل ليلة المذار ثلاثون ألفا سوى من غرق، و لو لا المياه لأتى على آخرهم، و لم يفلت منهم من أفلت إلا عراة أو أشباه العراة.

قال الشعبى: لم يلق خالد أحدا بعد هرمز إلا كانت الوقعة الآخرة أعظم من التي قبلها.

و أقام خالد بالثنى يسبى عيالات المقاتلة و من أعانهم، و أقر الفلاحين و من أجاب إلى الخراج من جميع الناس بعد ما دعوا، و كل ذلك أخذ عنوة، و لكن دعوا إلى الجزاء فأجابوا و تراجعوا، و صاروا ذمة، و صارت أرضهم خراجا؛ و كذلك جرى ما لم يقسم، فإذا اقتسم فلا، و من ذلك السبى كان حبيب أبو الحسن البصرى، و كان نصرانيا.

و قال عزيز بن مكنف: لم يدع خالد بعد هرمز أحدا من الأعاجم حتى هلك أردشير

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 377
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست