responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 378

إلا أن يدعو قوما بعد ما يغلبهم على أرضهم و يجليهم عنها إلى الجزاء و الذمة فيرد عليهم أرضهم فيصيروا ذمة ما لم تقتسم، و بذلك جرت السنة.

و أمر خالد على الجزاء سويد بن مقرن المزنى، و أمره بنزول الحفير، و أمره ببث عماله، و وضع يديه فى الجباية، و أقام لعدوه يتحسس الأخبار.

و قال عاصم بن عمرو فى ذلك من أبيات:

فلم أر مثل يوم السيب حتى‌* * * رأيت الثنى تخضبه الدماء

و ألوت خيلنا لما التقينا* * * بقارن و الأمور لها انتهاء

حديث الولجة [1] و هى مما يلى كسكر من البر

و كانت فى صفر سنة اثنتى عشرة.

قالوا: لما وقع الخبر إلى أردشير بمصاب قارن و أهل المذار، أرسل الأنذرزعر، و كان فارسيا من مولدى السواد و تنائهم؛ و لم يكن ممن ولد فى المدائن و لا نشأ بها، و أرسل بهمن جاذويه فى أثره، و كان رافد فارس فى يوم من أيام شهرهم، و ذلك أنهم بنوا شهورهم كل شهر على ثلاثين يوما؛ فكان لأهل فارس فى كل يوم رافد نصب لذلك يرفدهم عند الملك؛ فكان بهمن أحدهم، فخرج الأنذرزعر سائرا من المدائن حتى أتى كسكر [2]، ثم جازها إلى الوالجة [3]، و خرج بهمن جاذويه فى أثره، فأخذ غير طريقه فسلك أوسط السواد، و قد حشد الأنذرزعر من بين الحيرة و كسكر من عرب الضاحية و الدهاقين فعسكروا إلى جنب عسكره بالولجة؛ فلما اجتمع له ما أراد و استتم له أعجبه ما هو فيه، و أجمع السير إلى خالد.

و لما بلغ خالدا خبره و نزوله الولجة، نادى بالرحيل، و خلف سويد بن مقرن، و أمره بلزوم الحفير، و تقدم إلى من خلف بأسفل دجلة، و أمرهم بالحذر و قلة الغفلة، و ترك‌


[1] انظر: الطبرى (3/ 353، 354)، الكامل لابن الأثير (263، 264)، البداية و النهاية لابن كثير (6/ 345)، نهاية الأرب للنويرى (19/ 109).

[2] كسكر: أى عامل الزرع، و هو بلد بالعراق بين الكوفة و البصرة. انظر: معجم البلدان (4/ 461).

[3] الولجة و الوالج: موضع يلى كسكر من البر. انظر: تاريخ الرسل و الملوك للطبرى (3/ 353)، معجم البلدان (5/ 383).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست