اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 376
و لما قدم زر بن كليب بالفيل مع الأخماس فطيف به فى المدينة ليراه الناس، جعلت ضعيفات النساء يقلن: أمن خلق الله ما نرى؟ و رأينه مصنوعا، فرده أبو بكر، رضى الله عنه، مع زر.
و عن زياد بن حنظلة قال: إنى لبالمدينة و قد قدمتها وافدا من البحرين، إذ أرسل إلىّ أبو بكر و قد قدم عليه الخبر بوقعة ذات السلاسل، فقال لى: أ لم تعلم أنه كان من الشأن ذيت و ذيت، و أن خالدا ألقى هرمز فاستلحم، و أن القعقاع استلحم فقتلهم و تنفل؟.
قال زياد: فأقبلت على نفسى أحدثها فقلت: الخليفة و فراسته، و ذكرت قوله:
«و لا يهزم جيش فيهم مثل هذا»، فما راعنى إلا و أبو بكر يقول: أين أنت يا زياد؟ أما إن خالدا سيتغير له و يتنكر، ثم يراجع و يعرف الحق. فاستنكره القعقاع بعد ذلك، و وقع بينهما ما يقع بين الناس حتى قال القعقاع يعاتبه و لم يكن إلا ذلك:
منعتك من قرنى قباذ و ليتنى* * * تركتك فاستذكت عليك المعاتب
عطفت عليك المهر حتى تفرجت* * * و ملت من الطعن الدراك الرواجب
أجالدهم و الخيل تنحط فى القنا* * * و أنت وحيد قد حوتك الكتائب
و كائن هزمنا من كتيبة قاهر* * * و كم عجمتنا فى الحروب العجائب
و لما نزل خالد موضع الجسر الأعظم اليوم بالبصرة بعث المثنى بن حارثة فى آثار القوم، فمضى حتى انتهى إلى نهر المرأة و إلى الحصن الذي فيه المرأة، فخلف المثنى بن حارثة عليها من حاصرها فى قصرها، و مضى المثنى، و أسلمت فتزوجها المثنى، و لم يحرك خالد و أمراؤه الفلاحين فى شيء من فتوحهم لتقدم أبى بكر فيهم، و سبى أولاد المقاتلة الذين كانوا يقومون بأمور الأعاجم، و أقر من لم ينهض من الفلاحين و جعل لهم الذمة.
و بلغ سهم الفارس يوم ذات السلاسل و الثنى ألف درهم، و الراجل على الثلث من ذلك.