اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 375
و قدم خالد فنزل على غير ماء، فقالوا له فى ذلك، فأمر مناديه فنادى: ألا انزلوا و حطوا أثقالكم، ثم جالدوهم على الماء، فلعمرى ليصيرن الماء لأصبر الفريقين و أكرم الجندين. فحطت الأثقال و الخيل وقوف، و تقدم الرجل ثم زحف إليهم حتى لاقاهم، فاقتتلوا، و أرسل الله سبحانه سحابة فأغدرت ماء وراء صف المسلمين فقواهم بها، و ما ارتفع النهار و فى الغائط مقترن.
و أرسل هرمز أصحابه ليغدروا بخالد، ثم خرج فنادى رجل: أين خالد؟ و قد عهد إلى فرسانه عهده. فلما برز خالد نزل هرمز و دعاه إلى البراز، فبرز خالد يمشى إليه، فالتقيا فاختلفا ضربتين و احتضنه خالد، و حملت حامية هرمز و غدرت، فاستلحموا خالدا فما شغله ذلك عن قتله.
و حمل القعقاع بن عمرو، و استلحم حماة هرمز، فأتاهم و خالد يماصعهم، فانهزم أهل فارس، و ركب المسلمون أكتافهم إلى الليل، و جمع خالد الرثاث و السلاسل، فكان وقر بعير، ألف رطل، فسميت ذات السلاسل.
قال: و كان أهل فارس يجعلون قلانسهم على قدر أحسابهم فى عشائرهم، فمن تم شرفه فقيمة قلنسوته مائة ألف، و تمام شرف أحدهم أن يكون من البيوتات السبعة، فكان هرمز ممن تم شرفه، فكانت قيمة قلنسوته مائة ألف، فنفلها أبو بكر، (رحمه الله)، خالدا، و كانت مفصلة بالجوهر.
و قال حنظلة بن زياد بن حنظلة: فلما تراجع الطلب من ذلك اليوم، نادى منادى خالد بالرحيل، و سار بالناس، و اتبعته الأثقال حتى نزل موضع الجسر الأعظم من البصرة اليوم، و قد أفلت قباذ و أنوشجان، و بعث خالد بالفتح و ما بقى من الأخماس و بالفيل، و قرئ الفتح على الناس، فلما قرئ فيه: «خرجت من اليمامة فى ألفين، و حشرت من ربيعة و مضر ثمانية آلاف، فقدمت فى عشرة آلاف على ثمانية آلاف مع الأمراء الأربعة: المثنى و مذعور و حرملة و سلمى» تمثل أبو بكر، رضى الله عنه:
تمنانا ليلقانا بقوم* * * تخال بياض لامهم السرابا
فقد لاقيتنا فأريت يوما* * * عماسا يمنع الشيخ الشرابا
تبدل علقما منا بحلو* * * ينسيك الغنيمة و الإيابا
إذا خرجت سوالفهن زورا* * * كأن على حواركهن غابا
عليها كل متصل بمجد* * * من الجهتين يلتهب التهابا
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 375