responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 355

و نزلت نفوسة مدينة صبرة، و جلا من كان فيها من الروم من أجل ذلك، و أقام الأفارق و كانوا خدما للروم على صلح يؤدونه إلى من غلب على بلادهم، و هم بنو أفارق بن قيصر بن حام.

فسار عمرو بن العاص فى الخيل حتى قدم برقة، فصالح أهلها على ثلاثة عشر ألف دينار يؤدونها إليه جزية، على أن يبيعوا من أبنائهم فى جزيتهم، و لم يكن يدخل برقة يومئذ جابى خراج، و إنما كانوا يبعثون بالجزية إذا جاء وقتها.

و وجه عمرو بن العاص عقبة بن نافع حتى بلغ زويلة. قال الطبرى: فافتتحها بصلح، و صار ما بين برقة و زويلة سلما للمسلمين. و قال أبو العالية الحضرمى: سمعت عمرو بن العاص على المنبر يقول: لأهل أنطابلس عهد يوفى لهم به.

فتح أطرابلس‌

قال ابن عبد الحكم‌ [1]: ثم سار عمرو حتى نزل أطرابلس فى سنة اثنتين و عشرين، فنزل القبة التي على الشرف من شرقيها، فحاصرها شهرا لا يقدر منهم على شي‌ء، فخرج رجل من بنى مدلج ذات يوم من عسكر عمرو متصيدا فى سبعة نفر، فمضوا غربى المدينة حتى أمنعوا عن العسكر، ثم رجعوا فأصابهم الحر، فأخذوا على ضفة البحر، و كان البحر لاصقا بسور المدينة، و لم يكن فيما بين المدينة و البحر سور، و كانت سفن الروم شارعة فى مرساها إلى بيوتهم، فنظر المدلجى و أصحابه، فإذا البحر قد غاض من ناحية المدينة، و وجدوا مسلكا إليها من الموضع الذي حسر عنه البحر، فدخلوا منه حتى أتوا من ناحية الكنيسة و كبروا، فلم يكن للروم مفزع إلا سفنهم، و أبصر عمرو و أصحابه السلمة فى جوف المدينة، فأقبل بجيشه حتى دخل عليهم، فلم يفلت الروم إلا بما خف لهم من مراكبهم، و غنم عمرو ما كان فى المدينة.

و كان من بصبرة متحصنين، و هى المدينة العظمى و سوقها السوق القديم، فلما بلغهم محاصرة عمرو مدينة أطرابلس، و أنه لم يصنع فيهم شيئا و لا طاقة له بهم أمنوا.

فلما ظفر عمرو بمدينة أطرابلس جرد خيلا كثيفة من ليلته، و أمرهم بسرعة السير، فصبحت خيله مدينة صبرة و هم غافلون و قد فتحوا أبوابها لتسرح ماشيتهم، فدخلوها فلم ينج منهم أحد، و احتوى أصحاب عمرو على ما فيها و رجعوا إلى عمرو.


[1] انظر: فتوح مصر و أخبارها لابن عبد الحكم (ص 171- 173).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 355
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست