responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 356

قال: ثم أراد عمرو أن يوجه إلى المغرب، فكتب إلى عمر بن الخطاب: إن الله، عز و جل، قد فتح علينا أطرابلس، و ليس بينها و بين إفريقية إلا تسعة أيام، فإن رأى أمير المؤمنين أن نغزوها و يفتحها الله على يديه فعل.

فكتب إليه عمر: لا، إنها ليست بإفريقية، و لكنها المفرقة، غادرة مغدور بها، لا يغزوها أحد ما بقيت.

قال: و أتى عمرو بن العاص كتاب المقوقس، يذكر له أن الروم يريدون نكث العهد و نقض ما كان بينهم و بينه، و كان عمرو قد عاهد المقوقس على أن لا يكتمه أمرا يحدث، فانصرف عمرو راجعا مبادرا لما أتاه.

قال: و قد كان عمرو يبعث الجريدة من الخيل فيصيبون الغنائم ثم يرجعون، يعنى من أطراف إفريقية.

ذكر انتقاض الإسكندرية فى خلافة عثمان رضى الله عنه‌

[1] قال عبد الرحمن بن عبد الحكم: و فى سنة خمس و عشرين عزل عثمان بن عفان عمرو ابن العاص عن مصر، و ولى عبد الله بن سعد [2]. و قد كانت الإسكندرية انتقضت، و جاءت الروم عليهم منويل الخصى فى المراكب حتى أرسوا بالإسكندرية، فأجابهم من بها من الروم، و لم يكن المقوقس تحرك و لا نكث، فلما نزلت الروم بالإسكندرية سأل أهل مصر عثمان، رضى الله عنه، أن يقر عمرا حتى يفرغ من قتال الروم، فإن له معرفة فى الحرب و هيبة فى العدو، ففعل.

فخرج إليهم عمرو فى البر و البحر، و ضوى إلى المقوقس من أطاعه من القبط. فأما الروم فلم يطعه منهم أحد. فقال خارجة بن حذافة لعمرو: ناهضهم قبل أن يكثر مددهم و لا آمن أن تنتقض مصر كلها. قال عمرو: لا، و لكن دعهم حتى يسيروا إلىّ، فإنهم يصيبون من مروا به فيجزى الله بعضهم ببعض، فخرجوا من الإسكندرية و معهم من نقض من أهل القرى، فجعلوا ينزلون القرية فيشربون خمورها، و يأكلون أطعمتها،


[1] الخبر منقول عن ابن عبد الحكم فى فتوح مصر و أخبارها (ص 174- 191).

[2] هو: عبد الله بن سعد العامرى. انظر ترجمته فى: الثقات (3/ 213)، التاريخ الصغير (1/ 84)، البداية و النهاية (5/ 350)، الإصابة ترجمة رقم (4729)، أسد الغابة ترجمة رقم (2976).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 356
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست