responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 25

و قد كان رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فى مسيره إلى تبوك يقول: «إنى بشرت بالكنزين: فارس و الروم، و أمددت بالملوك: ملوك حمير، يأكلون في‌ء الله و يجاهدون فى سبيل الله». فلما قدم عليه مالك بن مرة بإسلامهم، كتب إليهم: «بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله النبيّ، إلى الحارث بن عبد كلال و إلى نعيم بن عبد كلال و إلى النعمان قيل:

ذى رعين و معافر و همدان. أما بعد ذلكم، فإنى أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد، فإنه قد وقع بنا رسولكم منقلبنا من الأرض الروم فلقينا بالمدينة، فبلغ ما أرسلتم به، و خبر ما قبلكم، و أنبأنا بإسلامكم و قتلكم المشركين، و أن الله قد هداكم بهداه. أن أصلحتم و أطعتم الله و رسوله و أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و أعطيتم من المغانم خمس الله و سهم النبيّ و صفيه، و ما كتب على المؤمنين من الصدقة و بين لهم صدقة الزرع و الإبل و البقر و الغنم، ثم قال: فمن زاد خيرا فهو خير له، و من أدى ذلك و أشهد على إسلامه و ظاهر المؤمنين على المشركين فإنه من المؤمنين، له ما لهم، و عليه ما عليهم، و له ذمة الله و ذمة رسوله، و أنه من أسلم من يهودى أو نصرانى فإنه من المؤمنين، له ما لهم، و عليه ما عليهم، و من كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يرد عنها، و عليه الجزية على كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف من قيمة المعافر أو عوضه ثيابا، فمن أدى ذلك إلى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فإن له ذمة الله و ذمة رسوله، و من منعه فإنه عدو لله و لرسوله.

أما بعد، فإن محمد النبيّ أرسل إلى زرعة ذى يزن أن إذا أتاكم رسلى فأوصيكم بهم خيرا، معاذ بن جبل و عبد الله بن زيد و مالك بن عبادة و عقبة بن نمر و مالك بن مرة و أصحابهم، و أن أجمعوا ما عندكم من الصدقة و الجزية من مخالفيكم و أبلغوها رسلى، فإن أميرهم ابن جبل، فلا ينقلبن إلا راضيا. أما بعد، فإن محمدا يشهد أن لا إله إلا الله و أنه عبده و رسوله، ثم إن مالك بن مرة الرهاوى قد حدثني أنك قد أسلمت من أول حمير، و قتلت المشركين، فأبشر بخير، و آمرك بحمير خيرا، و لا تخاونوا و لا تخاذلوا فإن رسول الله هو مولى غنيكم و فقيركم، و إن الصدقة لا تحل لمحمد و لا لأهل بيته، و إنما هى زكاة يزكى بها على فقراء المسلمين و ابن السبيل، و إن مالكا قد بلغ الخبر و حفظ الغيب، و آمركم به خيرا، و إنى قد أرسلت إليكم من صالحى أهلى و أولى دينهم و أولى علمهم و آمركم بهم خيرا، فإنه منظور إليهم، و السلام عليكم و رحمة الله» [1].

فهذا ما ذكر ابن إسحاق‌ [2] من شأن ملوك حمير، و ما كتبوا به، و كتب إليهم، و ذكر الواقدى أيضا نحوه.


[1] انظر الحديث فى: البداية و النهاية لابن كثير (5/ 75).

[2] انظر: السيرة (4/ 212- 213).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست