responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 24

هكذا ذكر الواقدى أن توجه شجاع بن وهب بكتاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) كان إلى الحارث بن أبى شمر، و كذلك قال ابن إسحاق.

و أما ابن هشام‌ [1] فقال: إنما توجه إلى جبلة بن الأيهم، و قد قال ذلك غيره، فالله أعلم.

و ذكر بعض من وافق ابن هشام على أن الرسالة كانت إلى جبلة: أن شجاع بن وهب لما قدم عليه قال له: «يا جبلة، إن قومك نقلوا هذا النبيّ الأمى من داره إلى دارهم يعنى الأنصار فأووه و منعوه، و إن هذا الدين الذي أنت عليه ليس بدين آبائك، و لكنك ملكت الشام و جاورت بها الروم، و لو جاورت كسرى دنت بدين الفرس لملك العراق، و قد أقر بهذا النبيّ الأمى من أهل دينك من إن فضلناه عليك لم يغضبك، و إن فضلناك عليه لم يرضك، فإن أسلمت أطاعتك الشام و هابتك الروم، و إن لم يفعلوا كانت لهم الدنيا و لك الآخرة، و كنت قد استبدلت المساجد بالبيع، و الأذان بالناقوس، و الجمع بالشعانين، و القبلة بالصليب، و كان ما عند الله خير و أبقى».

فقال له جبلة: «إنى و الله لوددت أن الناس اجتمعوا على هذا النبيّ الأمى اجتماعهم على خلق السموات و الأرض، و لقد سرنى اجتماع قومى له، و أعجبنى قتله أهل الأوثان و اليهود و استبقاءه النصارى، و لقد دعانى قيصر إلى قتال أصحابه يوم مؤتة فأبيت عليه، فانتدب له مالك بن نافلة من سعد العشيرة، فقتله الله، و لكنى لست أرى حقا ينفعه و لا باطلا يضره، و الذي يمدنى إليه أقوى من الذي يختلجنى عنه، و سأنظر».

و أما توجه المهاجر بن أبى أمية بن المغيرة المخزومى، و هو شقيق أم سلمة زوج النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الحارث بن عبد كلال، فلم أجد عند ابن إسحاق، و لا فيما وقع إلى عن الواقدى شيئا أنقله عنهما سوى ما ذكر ابن إسحاق‌ [2] من توجيه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) إياه إلى الحارث بن عبد كلال ذكرا مقتصرا فيه على القدر مختصرا من الإمتاع بما تحسن إضافته إلى ذلك من الوصف.

و تقدم لابن إسحاق فى كتابه، و ذكره أيضا الواقدى أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) قدم عليه كتاب ملوك حمير مقدمه من تبوك، و رسولهم إليه بإسلامهم الحارث بن عبد كلال و نعيم بن عبد كلال و النعمان قيل: ذى رعين و معافر و همدان، و بعث إليه زرعة ذى يزن مالك بن مرة الرهاوى بإسلامهم و مفارقتهم الشرك و أهله.


[1] انظر: السيرة (4/ 231).

[2] انظر: السيرة (4/ 231).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 24
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست