responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 249

أبى وقاص: إن أبا عبيدة قد أحيط به و لزم حصنه، فبث المسلمين بالجزيرة، و اشغلهم بالخيول عن أهل حمص، و أمد أبا عبيدة بالقعقاع بن عمرو.

فخرج القعقاع ممدا لأبى عبيدة، و خرجت الخيول نحو الرقة و نصيبين و حران، فلما وصلوا الجزيرة و بلغ ذلك الروم الذين كانوا منها و هم بحمص تقوضوا إلى مدائنهم، و بادروا المسلمين إليها، فتحصنوا، و نزل عليهم المسلمون فيها، و لما دنا القعقاع من حمص راسلت طائفة من تنوخ خالدا و دلوه و أخبروه بما عندهم من الخبر، فأرسل إليهم خالد:

و الله لو لا أنى فى سلطان غيرى ما باليت قللتم أم كثرتم أو أقمتم أو ذهبتم، فإن كنتم صادقين فانفشوا كما انفش أهل الجزيرة، فساموا تنوخ ذلك، فأجابوهم، و راسلوا خالدا: إن ذلك إليك، فإن شئت فعلنا، و إن شئت أن تخرج علينا فننهزم بالروم، و أوثقوا له، فقال: بل أقيموا، فإذا خرجنا فانهزموا بهم.

فقال المسلمون لأبى عبيدة: قد أنفش أهل الجزيرة، و قد ندم أهل قنسرين و واعدوا من أنفسهم، و هم العرب، فاخرج بنا و خالد ساكت، فقال: يا خالد، ما لك لا تتكلم؟

فقال: قد عرفت الذي كان من رأيى فلم تسمع من كلامى. قال: فتكلم فإنى أسمع منك و أطيعك، قال: فاخرج بالمسلمين، فإن الله تعالى قد نقص من عدتهم، و بالعدد يقاتلون، و نحن إنما نقاتل منذ أسلمنا بالنصر، فلا تجفلك كثرتهم.

قالوا: فجمع أبو عبيدة الناس، فحمد الله و أثنى عليه، و قال:

أيها الناس، إن هذا يوم له ما بعده، أما من حكى منكم فإنه يصفو له ملكه و قراره، و أما من مات منكم فإنها الشهادة، فأحسنوا بالله الظن و لا يكرهن إليكم الموت أمر اقترفه أحدكم دون الشرك، توبوا إلى الله و تعرضوا للشهادة، فإنى أشهد و ليس أوان الكذب، أنى سمعت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) يقول: من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة.

فكأنما كانت بالناس عقل تنشطت، فخرج بهم و خالد على الميمنة، و قيس على الميسرة، و أبو عبيدة فى القلب و على باب المدينة معاذ بن جبل، فاجتلدوا بها، فإنهم كذلك إذ قدم القعقاع متعجلا فى مائة، فانهزم أهل قنسرين بالروم، فاجتمع القلب و الميمنة على قلبهم و قد انكسر أحد جناحيه، فما أفلت منهم مخبر، و ذهبت الميسرة على وجهها، و آخر من أصيب منهم بمرج الديباج انتهوا إليه فكسروا سلاحهم و ألقوا بلامهم تخففا، فأصيبوا و تغنموا.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 249
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست