responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 248

قالوا: البرسام، فإنما يسكن فى الشتاء و يثور فى الصيف، قال: إن هؤلاء قوم يعانون و لأن تأتوهم بعهد و ميثاق خير من أن تؤخذوا عنوة، أجيبونى محمودين قبل أن تجيبونى مذمومين. فقالوا: شيخ خرف و لا علم له بالحرب. و أثاب الله المسلمين على صبرهم أيام حمص. فيما حكى عن بعض أشياخ من غسان و بلقين‌ [1]: أن زلزل بأهل حمص، و ذلك أن المسلمين ناهدوهم، فكبروا تكبيرة زلزلت معها الروم فى المدينة، و تصدعت الحيطان، ففزعوا إلى رؤسائهم و ذوى رأيهم ممن كان يدعوهم إلى المسالمة فلم يجيبوهم و أذلوهم بذلك، ثم كبروا الثانية فتهافتت دور كثيرة و حيطان، و فزعوا إلى رؤسائهم و ذوى رأيهم، فقالوا: أ لا ترون إلى عذاب الله؟ فأجابوهم: لا يطلب الصلح غيركم، فأشرفوا ينادون، الصلح الصلح، و لا يشعر المسلمون بما حدث فيهم، فأجابوهم و قبلوا منهم على أنصاف دورهم، و على أن يترك المسلمون أموال ملوك الروم و بنيانهم لا ينزلونه عليهم، فتركوه لهم، فصالح بعضهم على صلح دمشق على دينار و طعام على كل جريب أبدا أيسروا أو أعسروا، و صالح بعضهم على قدر طاقته إن زاد ماله زيد عليه و إن نقص نقص، و على هذين الوجهين كان صلح دمشق و الأردن، و ولوا معاملة ما جلا ملوكهم عنه.

حديث حمص آخر

قالوا: و غزى هرقل أهل حمص فى البحر، و استمد أهل الجزيرة، و استثار أهل حمص، فأرسلوا إليه: بأنا قد عاهدنا، فنخاف أن لا ننصر.

و استمد أبو عبيدة خالدا، فأمده بمن معه جميعا، لم يخلف أحدا، فكفر أهل قنسرين بعده و تابعوا هرقل، و كان أكثر من هنالك تنوخ الحاضر.

و دنا هرقل من حمص و عسكر و بعث البعوث إلى حمص، فأجمع المسلمون على الخندقة و الكتاب إلى عمر، إلا ما كان من خالد، فإن المناجزة كانت رأيه، فخندقوا على حمص، و كتبوا إلى عمر و استصرخوه.

و جاء الروم و من أمدهم حتى نزلوا عليهم فحصروهم، و بلغت أمداد الجزيرة ثلاثين ألفا سوى أمداد قنسرين من تنوخ و غيرهم، فبلغوا من المسلمين كل مبلغ.

و جاء الكتاب إلى عمر و هو موجه إلى مكة للحج، فمضى لحجه، و كتب إلى سعد بن‌


[1] انظر: تاريخ الطبرى (3/ 600).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست