responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 250

و لما ظفر المسلمون جمعهم أبو عبيدة فخطبهم، و قال لهم: لا تتكلوا و لا تزهدوا فى الدرجات.

فتح قنسرين‌ [1]

و بعث بعد فتح حمص خالد بن الوليد إلى قنسرين، فلما نزل بالحاضر زحف إليه الروم و عليهم ميناس، و هو رأس الروم و أعظمهم فيهم بعد هرقل، فالتقوا بالحاضر، فقتل ميناس و من معه مقتلة عظيمة لم يقتلوا مثلها. فأما الروم فماتوا على دمه حتى لم يبق منهم أحد، و أما أهل الحاضر فأرسلوا إلى خالد أنهم عرب، و أنهم إنما حشدوا و لم يكن من رأيهم حربه، فقبل منهم و تركهم.

و لما بلغ ذلك عمر بن الخطاب رضى الله عنه، قال: أمر خالد نفسه، يرحم الله أبا بكر هو كان أعلم بالرجال منى، و كان قد عزله و المثنى بن حارثة عند قيامه، بالأمر، و قال: إنى لم أعزلهما عن ريبة، و لكن الناس عظموهما، فخشيت أن يوكلوا إليهما.

و يروى أنه قال حين ولى: و الله لأعزلن خالد بن الوليد و المثنى بن حارثة ليعلما أن الله إنما ينصر دينه لا إياهما. فلما كان من أمر خالد فى قنسرين ما كان، رجع عن رأيه.

و سار خالد حتى نزل على قنسرين، فتحصنوا منه، فقال: إنكم لو كنتم فى السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلنكم إلينا. فنظروا فى أمرهم، و ذكروا ما لقى أهل حمص و قنسرين، فسألوه الصلح على مثل صلحها، فأبى إلا على إخراب المدينة، فأخربها.

و اتطأت حمص و قنسرين، فعند ذلك خنس هرقل و خرج نحو القسطنطينية. و أفلت رجل من الروم كان أسيرا فى أيدى المسلمين فلحق بهرقل، فقال له: أخبرنى عن هؤلاء القوم. فقال: أحدثك كأنك تنظر إليهم، فرسان بالنهار، و رهبان بالليل، ما يأكلون فى ذمتهم إلا بثمن، و لا يدخلون إلا بسلام، يقفون على من حاربهم حتى يأتوا عليه. فقال:

لئن كنت صدقتنى ليرثن ما تحت قدمي هاتين‌ [2].

و كان هرقل كلما حج بيت المقدس فخلف سورية، و ظعن فى أرض الروم التفت فقال: السلام عليك يا سورية، تسليم مودع لم يقض منك وطره، و هو عائد. فلما توجه‌


[1] راجع: المنتظم لابن الجوزى (4/ 191)، تاريخ الطبرى (3/ 601).

[2] انظر: تاريخ الطبرى (3/ 602- 603).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست