responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 23

من اتبع الهدى و آمن به و صدق، و إنى أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبق لك ملكك». فختم الكتاب، و خرج به شجاع بن وهب.

قال: فانتهيت إلى صاحبه، فأخذه يومئذ و هو مشغول بتهيئة الإنزال و الألطاف لقيصر، و هو جاء من حمص إلى إيلياء، حيث كشف الله عنه جنود فارس شكرا لله تعالى قال: فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة، فقلت لحاجبه: إنى رسول رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقال حاجبه: لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا و كذا، و جعل حاجبه و كان روميا اسمه مرى يسألنى عن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و ما يدعو إليه، فكنت أحدثه، فيرق حتى يغلبه البكاء، و يقول: إنى قرأت فى الإنجيل، و أجد صفة هذا النبيّ بعينه فكنت أراه يخرج بالشام، فأراه قد خرج بأرض القرظ، فأنا أؤمن به و أصدقه، و أنا أخاف من الحارث بن أبى شمر أن يقتلنى.

قال شجاع: فكان، يعنى هذا الحاجب، يكرمنى و يحسن ضيافتى و يخبرنى عن الحارث باليأس منه، و يقول: هو يخاف قيصر.

قال: فخرج الحارث يوما فجلس، فوضع التاج على رأسه، فأذن لى عليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فقرأه، ثم رمى به، و قال: من ينتزع منى ملكى؟ أنا سائر إليه، و لو كان باليمن جئته، على بالناس، فلم يزل جالسا بعرض حتى الليل، و أمر بالخيل أن تنعل، ثم قال: أخبر صاحبك بما ترى. و كتب إلى قيصر يخبره خبرى، فصادف قيصر بإيلياء و عنده دحية الكلبى قد بعثه إليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فلما قرأ قيصر كتاب الحارث كتب إليه:

أن لا تسر إليه و إله عنه و وافنى بإيلياء، قال: و رجع الكتاب و أنا مقيم، فدعانى و قال:

متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ قلت: غدا، فأمر بمائة مثقال، و وصلنى مرى بنفقة و كسوة، و قال: اقرأ على رسول الله منى السلام، و أخبره أنى متبع دينه.

قال شجاع: فقدمت على النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فأخبرته، فقال: باد ملكه، و أقرأته من مرى السلام، و أخبرته بما قال، فقال رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم): «صدق».

قال الواقدى: و مات الحارث بن أبى شمر عام الفتح، و كان نازلا بجلق، و وليهم جبلة ابن الأيهم، و كان ينزل الجابية، و كان آخر ملوك غسان، أدركه عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالجابية فأسلم، ثم إنه لاحى رجلا من مزينة، فلطم عينه، فجاء به المزنى إلى عمر رضى الله عنه و قال: خذ لى بحقى، فقال له عمر: الطم عينه، فأنف جبلة و قال: عينى و عينه سواء؟ قال عمر: نعم، فقال جبلة: لا أقيم بهذه الدار أبدا، و لحق بعمورية مرتدا، فمات هناك على ردته.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست