اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي الجزء : 2 صفحة : 22
قال الرجل: و تبعته حين خرج، فقلت: أحق ما أخبرت ذا التاج؟ قال: نعم و الله، فاتبعه، قال: فرجعت إلى أهلى فتكلفت الشخوص إلى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقدمت عليه مسلما، فأخبرته بكل ما كان، فحمد الله الذي هدانى.
و لم يسم فى حديث الواقدى هذا الرجل، إلا أن فيه أنه كان من طيئ، ثم من بنى نبهان.
و قد تقدم صدر هذا الكتاب أن عامر بن سلمة من بنى حنيفة رأى رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) ثلاثة أعوام ولاء فى الموسم بعكاظ و بمجنة و بذى المجاز يعرض نفسه على قبائل العرب، يدعوهم إلى الله و إلى أن ينصروه، حتى يبلغ عن الله فلا يستجيب له أحد، و إن هوذة بن على سأل عامرا بعد انصرافه عن الموسم إلى اليمامة فى أول عام عن ما كان فى موسمهم من خبر، فأخبره خبر رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و أنه رجل من قريش، فسأله هوذة: من أى قريش هو؟ فقال له عامر: من أوسطهم نسبا، من بنى عبد المطلب، قال هوذة: أ هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب؟ فقال: هو هو، فقال هوذة: أما إن أمره سيظهر على ما هاهنا و غير ما هاهنا. ثم ذكر تكرر سؤال هوذة له عنه حتى ذكر له فى السنة الثالثة أنه رآه و أمره قد أمر، فقال له هوذة: هو الذي قلت لك، و لو أنا اتبعناه لكان خيرا لنا، و لكنا نضن بملكنا.
و أخبر عامر بذلك كله سليط بن عمرو، و قد مر به منصرفا عن هوذة إذ بعثه إليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) فلم يسلم و أسلم عامر آخر حياة النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) و مات هوذة كافرا على نصرانيته.
ذكر كتاب النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) إلى الحارث بن أبى شمر الغسانى مع شجاع بن وهب [1]
ذكر الواقدى أن رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) بعث شجاعا إلى الحارث بن أبى شمر، و هو بغوطة دمشق، فكتب إليه رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) مرجعه من الحديبية:
«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله، إلى الحارث بن أبى شمر، سلام على