responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 222

ناحية مما يليهم و قطع خالد و من معه أغلاق الباب بالسيوف، و فتحوا للمسلمين، فأقبلوا عليهم من داخل حتى ما بقى مما يلى باب خالد مقاتل إلا أنيم.

و لما شد خالد على من يليه، و بلغ منهم الذي أراد عنوة أرز من أفلت إلى أهل الأبواب التي كان يليها غير خالد، و قد كان المسلمون دعوهم إلى المشاطرة فأبوا و أبعدوا، فلم يفجأهم إلا و هم يبوحون لهم بالصلح، فأجابهم المسلمون و قبلوا منهم، ففتحوا لهم الأبواب، و قالوا: ادخلوا و امنعونا من أهل ذلك الباب، فدخل أهل كل باب بصلح مما يليهم، و دخل خالد مما يليه عنوة، فالتقى خالد و القواد فى أوساطها، هذا استعراضا و انتهابا، و هذا صالحا و تسكينا، فأجروا ناحية خالد مجرى الصلح، فصار كل ذلك صالحا، و كان صلح دمشق على مقاسمة الديار و العقار، و دينار على كل رأس، و على جريب من كل حرث أرض، و اقتسموا الأسلاب، فكان أصحاب خالد فيها كأصحاب سائر القواد، و وقف ما كان للملوك و من صوب معهم فيئا، و قسموا لذى الكلاع و من معه، و لأبى الأعور و من معه، و بعثوا بالبشارة إلى عمر.

و قدم على أبى عبيدة كتاب عمر: أن اصرف جند العراق إلى العراق، و أمرهم بالحث إلى سعد بن مالك. فأمر عليهم أبو عبيدة هاشم بن عتبة، و على مقدمته القعقاع بن عمرو، و على مجنبتيه عمرو بن مالك الزهرى، و ربعى بن عامر، و خرج هاشم نحو العراق فى جند العراق، و كانوا عشرة آلاف إلا من أصيب منهم فأتموهم بأناس ممن لم يكن منهم، كقيس و الأشطر، و خرج القواد نحو فحل، و خرج علقمة و مسروق إلى إيلياء، فنزلا على طريقها، و بقى بدمشق مع يزيد بن أبى سفيان من قواد أهل اليمن عدد، و بعث يزيد، دحية بن خليفة الكلبى فى خيل بعد فتح دمشق إلى تدمر، و أبا الزهراء القشيرى إلى البثنية و حوران، فصالحوهما على صلح دمشق، و وليا القيام على فتح ما بعثا إليه‌ [1].

و كان الذي سار على الناس نحو فحل شرحبيل بن حسنة، على ما ذكره سيف عن أشياخه، قالوا: و بعث خالدا على المقدمة، و أبا عبيدة و عمرا على مجنبتيه، و على الخيل ضرار بن الأزور، و على الرجال عياض، و كرهوا أن يصمدوا لهرقل، و خلفهم من الروم ثمانون ألفا بإزاء فحل ينظرون إليهم، فلما انتهوا إلى أبى الأعور قدموه إلى طبرية، فحاصرها و نزلوا هم على فحل من أرض الأردن، و قد كان أهلها حين نزل بهم أبو الأعور تركوها و أرزوا إلى بيسان و جعلوا بينهم و بين المسلمين تلك المياه و الأوحال،


[1] انظر: تاريخ الطبرى (3/ 438).

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست