responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 21

و قال هوذة فى ذلك:

أتانى سليط بالحوادث جمة* * * فقلت له ما ذا يقول سليط

فقال التي فيها على غضاضة* * * و فيها رجاء مطمع و قنوط

فقلت له غاب الذي كنت أجتلى‌* * * به الأمر عنى فالصعود هبوط

و قد كان لى و الله بالغ أمره‌* * * أبا النصر جاش فى الأمور ربيط

فأذهبه خوف النبيّ محمد* * * فهوذة فيه فى الرجال سقيط

فأجمع أمرى من يمين و شمأل‌* * * كأنى ردود للنبال لقيط

و أذهب ذاك الرأى إذ قال قائل‌* * * أتاك رسول الله للنبى خبيط

رسول الله راكب ناضح‌* * * عليه من أوبار الحجاز غبيط

سكرت و دبت فى المفارق و سنة* * * لها نفس على الفؤاد غطيط

أحاذر منه سورة هائمية* * * فوارسها وسط الرجال عبيط

فلا تعجلنى يا سليط فإننا* * * نبادر أمرا و القضاء محيط

و ذكر الواقدى بإسناد له عن عبد الله بن مالك أنه قال: قدمت اليمامة فى خلافة عثمان بن عفان، فجلست فى مجلس لحجر، فقال رجل فى المجلس: إنى لعند ذى التاج الحنفى يعنى هوذة يوم الفصح إذ جاء حاجبه، فاستأذن لأركون دمشق و هو عظيم من عظماء النصارى فقال: ائذن له، فدخل فرحب به و تحدثا، فقال الأركون: ما أطيب بلاد الملك و أبرأها من الأوجاع. قال ذو التاج: هى أصح بلاد العرب، و هى زين بلادهم، قال الأركون: و ما قرب محمد منكم؟ قال ذو التاج: هو بيثرب، و قد جاءنى كتابه يدعونى إلى الإسلام فلم أجبه. قال الأركون: لم لا تجيبه؟ قال: ضننت بدينى، و أنا ملك قومى، و إن تبعته لم أملك. قال: بلى، و الله لئن اتبعته ليمكنك و إن الخيرة لك فى اتباعه، و إنه للنبى العربى الذي بشر به عيسى ابن مريم، و إنه لمكتوب عندنا فى الإنجيل: محمد رسول الله. قال ذو التاج: قد قرأت فى الإنجيل ما تذكر. ثم قال الأركون: فما لك لا تتبعه؟ قال: الحسد له، و الضن بالخمر و شربها. قال: فما فعل هرقل؟ قال: هو على دينه و يظهر لرسله أنه معه، و قد سبر أهل مملكته، فأبوا أشد الإباء، فضن بملكه أن يفارقه، قال ذو التاج: فما أرانى إلا متبعه و داخلا فى دينه، فأنا فى بيت العرب، و هو مقرى على ما تحت يدى. قال البطريق: هو فاعل فاتبعه، فدعا رسولا و كتب معه كتابا، و سمى هدايا، فجاءه قومه فقالوا: تتبع محمدا و تترك دينك، لا تملكن علينا أبدا، فرفض الكتاب.

قال: فأقام الأركون عنده فى حباء و كرامة، ثم وصله و وجه راجعا إلى الشام.

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست