responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 213

موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق و خفته عليهم، و حق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلا، و إنه يا عمر إنما خفت موازين من خفت موازينهم يوم القيامة باتباعهم الباطل، و خفته عليهم، و حق لميزان لا يوضع فيه يوم القيامة إلا الباطل أن يكون خفيفا، أ لم تر أنه نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، و آية الشدة مع آية الرخاء، ليكون المؤمن راغبا راهبا، فلا يرغب رغبة يتمنى فيها على الله ما ليس له، و لا يرهب رهبة يلقى فيها بيده إلى التهلكة، أ لم تر يا عمر أن الله ذكر أهل النار بسيئ أعمالهم، لأنه رد عليهم ما كان لهم من حسن، فإذا ذكرتهم قلت: إنى لأخشى أن أكون منهم.

و فى رواية: عوضا من هذا، فيقول قائل: أنا خير منهم، فيطمع، و ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم، لأنه تجاوز لهم عما كان من سيئ، فإذا ذكرتهم قلت: إنى مقصر، أين عملى من أعمالهم، و فى رواية: عوضا من هذا، فيقول قائل: من أين أدرك درجتهم، ليجتهد، فإن حفظت وصيتي يا عمر، فلا يكونن غائب أحب إليك من الموت، و هو نازل بك، و إن ضيعت وصيتي فلا يكونن غائب أكره لك من الموت، و لست بمعجزه.

و عن أسماء بنت عميس قالت: لما أحس أبو بكر بنفسه أرسل إلى عمر، فقال له: يا عمر إنى قد وليتك ما وليتك، و قد صحبت رسول الله (صلى اللّه عليه و سلم) و رأيت عمله، و أثرته أنفسكم على نفسه، و أهلكم على أهله، حتى إن كنا لنظل نهدى إليه من فضل ما يأتينا من قبله، و صحبتنى و رأيتنى و إنما اتبعت أثر من كان قبلى، و الله ما نمت فحملت، و لا شبهت فتوهمت، و إنى لعلى السبيل ما زغت، و إن أول ما أحذرك نفسك، فإن لكل نفس شهوة، فإذا أعطيتها شهوتها تمادت فيها و رغبت فى غيرها.

و فى حديث غير هذا: و خذ هذه اللقحة فإنها من إبل الصدقة، احتبستها للرسل إذا قدموا يصيبوا من رسلها، و خذ هذا البرد فإنى كنت أتجمل به للوفود، و خذ هذا السقاء و هذه العلبة فإنها من متاع إبل الصدقة، و علىّ ثمانية آلاف درهم، و يقال: قال: ستة آلاف أخذتها للرسل، و لمن كان يغشانا، فأدها من مالى.

فخرج عمر متأبطا البرد، و قد حمل السقاء و العلبة، يقود اللحقة، يبكى و يقول: يرحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده.

و مات أبو بكر (رحمه الله)، و دفن ليلا، فلما أصبح عمر بعثت إليه عائشة بناضح و عبد حبشى كان يسقى لآل أبى بكر على ذلك الناضح، و قطيفة. فقبض عمر ذلك، فقال له عبد الرحمن بن عوف: سبحان الله، تسلب عيال أبى بكر ناضحا و عبدا أسود كان‌

اسم الکتاب : الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله(ص) و الثلاثة الخلفاء المؤلف : أبو الربيع الحميري الكلاعي    الجزء : 2  صفحة : 213
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست